مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من تَتِمَّة قصَّته، وَهِي أَن كَلْبا ابتاعه من الرّوم فَاشْتَرَاهُ ابْن جدعَان فاعتقه، وَقد ذَكرْنَاهُ عَن قريب، وغندر بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة: هُوَ مُحَمَّد بن جَعْفَر الْبَصْرِيّ، وَسعد هُوَ ابْن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ. والْحَدِيث من أَفْرَاده.
قَوْله: (قَالَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف لِصُهَيْب: إتق الله) إِلَى آخِره إِنَّمَا قَالَ عبد الرَّحْمَن ذَلِك لِأَن صهيبا كَانَ يَقُول: إِنَّه ابْن سِنَان بن مَالك بن عبد عَمْرو بن عقيل، نسبه إِلَى أَن يَنْتَهِي إِلَى النمر بن قاسط، وَأَن أمه من بني تَمِيم، وَكَانَ لِسَانه أعجميا لِأَنَّهُ رَبِّي بَين الرّوم فغلب عَلَيْهِ لسانهم. فَإِن قلت: وروى الْحَاكِم من طَرِيق مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة عَن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن حَاطِب عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، لِصُهَيْب: مَا جدت عَلَيْك فِي الْإِسْلَام إلاَّ ثَلَاثَة أَشْيَاء: اكتنيت أَبَا يحيى، وَإنَّك لَا تمسك شَيْئا، وتدعى إِلَى النمر بن قاسط، فَقَالَ: أما الكنية، فَإِن رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، كناني. وَأما النَّفَقَة، فَإِن الله تَعَالَى يَقُول: {وَمَا أنفقتم من شَيْء فَهُوَ يخلفه} . وَأما النّسَب، فَلَو كنت من رَوْثَة لانتسبت إِلَيْهَا، وَلَكِن كَانَ الْعَرَب يسبي بَعضهم بَعْضًا، فسباني نَاس بعد أَن عرفت مولدِي وَأَهلي، فباعوني، فَأخذت بلسانهم يَعْنِي بِلِسَان الرّوم قلت: سِيَاق الحَدِيث يدل على أَن الْمُرَاجَعَة كَمَا كَانَت بَين صُهَيْب وَبَين عبد الرَّحْمَن كَانَت كَذَلِك بَينه وَبَين عمر بن الْخطاب. قلت: النمر بن قاسط فِي ربيعَة بن نزار، وَهُوَ النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أَسد بن ربيعَة بن نزار. قَوْله: (اتَّقِ الله) ، أَي: خف الله وَلَا تنتسب إِلَى غير أَبِيك، فَكَأَن عبد الرَّحْمَن كَانَ يُنكر عَلَيْهِ ذَلِك، وَلَا يحملهُ إلاَّ على خِلَافه، فَأجَاب صُهَيْب بقوله: (مَا يسرني أَن لي كَذَا وَكَذَا) .