responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عمدة القاري شرح صحيح البخاري نویسنده : العيني، بدر الدين    جلد : 11  صفحه : 210
(حَتَّى أَمُوت) ، بِالنّصب، أَي: حَتَّى أَن أَمُوت. قَوْله: (وأبعث) عطف على عَلَيْهِ صِيغَة الْمَجْهُول. قَوْله: (فسأُوتي) على صِيغَة الْمَجْهُول. قَوْله: (فَنزلت: {أَفَرَأَيْت الَّذِي كفر بِآيَاتِنَا} (مَرْيَم: 77) .) أَي: فَنزلت هَذِه الْآيَة. وَهُوَ قَوْله تَعَالَى: {أَفَرَأَيْت الَّذِي ... } (مَرْيَم: 77) . الْآيَة. قَوْله: {أَفَرَأَيْت} (مَرْيَم: 77) . لما كَانَت مُشَاهدَة الْأَشْيَاء ورؤيتها طَرِيقا إِلَى الْإِحَاطَة بهَا علما، وَإِلَى صِحَة الْخَبَر عَنْهَا، استعملوا أَرَأَيْت فِي معنى: أخبر، وَالْفَاء جَاءَت لإِفَادَة مَعْنَاهَا الَّذِي هُوَ التعقيب. كَأَنَّهُ قَالَ: أخبر أَيْضا بِقصَّة هَذَا الْكَافِر، وَاذْكُر حَدِيثه عقب حَدِيث اولئك، وَالْفَاء بعد همزَة الِاسْتِفْهَام عاطفة على جملَة الَّذِي يَعْنِي الْعَاصِ بن وَائِل: {كفر بِآيَاتِنَا} (مَرْيَم: 77) . أَي: بِالْقُرْآنِ. {وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ} (مَرْيَم: 77) . أَي: لَا أعطين {مَالا وَولدا} (مَرْيَم: 77) . يَعْنِي فِي الْجنَّة بعد الْبَعْث، وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ: ولد، بِضَم الْوَاو وَسُكُون اللَّام، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بفتحهما، وهما لُغَتَانِ كالعرب وَالْعرب، وَقيس تجْعَل الْوَلَد جمعا وَالْولد وَاحِدًا. وَفِي (ديوَان الْأَدَب) للفارابي فِي بَاب فعل بِضَم الْفَاء وَسُكُون الْعين: الْوَلَد لُغَة فِي الْوَلَد، وَيكون وَاحِد وجمعا، وَذكره أَيْضا فِي بَاب فعل بِكَسْر الْفَاء وَسُكُون الْعين، وَذكره أَيْضا فِي بَاب فعل بِفَتْح الْفَاء وَالْعين: الْوَلَد. وَفِي (الْمُحكم) : الْوَلَد وَالْولد مَا ولد أَيَّامًا كَانَ، وَهُوَ يَقع على الْوَاحِد وَالْجمع وَالذكر وَالْأُنْثَى، وَقد يجوز أَن يكون الْوَلَد جمع ولد: كوثن ووثن. وَالْولد كَالْوَلَدِ لَيْسَ بِجمع، وَالْولد أَيْضا الرَّهْط. قَوْله: {أطلع الْجَبَل الْغَيْب} (مَرْيَم: 77) . عَن ابْن عَبَّاس: أنظر فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ؟ وَعَن مُجَاهِد: أعلم علم الْغَيْب حَتَّى يعلم أَفِي الْجنَّة هُوَ أَو لَا؟ من قَوْلهم: أطلع الْجَبَل؟ إِذا ارْتقى إِلَى علاهُ، وطلع الثَّنية. قَوْله: {أم أَتَّخِذ عِنْد الرَّحْمَن عهدا} (مَرْيَم: 77) . عَن ابْن عَبَّاس: أم قَالَ: لَا إِلَه إلاَّ الله، وَعَن قَتَادَة أم قدم عملا صَالحا، فَهُوَ يرجوه.
ذكر مَا يُسْتَفَاد مِنْهُ فِيهِ: أَن الْحداد لَا يضرّهُ مهنة صناعته إِذا كَانَ عدلا. قَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَة:
(أَلا إِنَّمَا التَّقْوَى هُوَ الْعِزّ وَالْكَرم ... وحبك للدنيا هُوَ الذل والعدم)

(وَلَيْسَ على حر تَقِيّ نقيصة ... إِذا أسس التَّقْوَى وَإِن حاك أَو حجم)

وَفِيه: (أَن الْكَلِمَة من الِاسْتِهْزَاء يتَكَلَّم بهَا الْمَرْء فَيكْتب لَهُ بهَا سخطَة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة) ، أَلا ترى وَعبد الله على استهزائه بقوله: {سنكتب مَا يَقُول ونمد لَهُ من الْعَذَاب مدا ونرثه مَا يَقُول ويأتينا فَردا} (مَرْيَم: 97) . يَعْنِي: من المَال وَالْولد، بعد إهلاكنا إِيَّاه ويأتينا فَردا، أَي: نبعثه وَحده تَكْذِيبًا لظَنّه. وَفِيه: جَوَاز الإغلاط فِي اقْتِضَاء الدّين لمن خَالف الْحق وَظهر مِنْهُ الظُّلم والعدوان.

03 - (بابُ ذِكْرِ الخَيَّاطِ)

أَي: هَذَا بَاب مَا جَاءَ فِيهِ من ذكر الْخياط، وَهُوَ بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف، ويلتبس هَذَا بالحناط، بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد النُّون، وَهُوَ بياع الْحِنْطَة، وبالخباط بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة، وَهُوَ بياع الْخبط، مِنْهُم عِيسَى بن أبي عِيسَى، كَانَ خباطا ثمَّ صَار حناطا.

2902 - حدَّثنا عَبْدُ الله بنُ يُوسُفَ قَالَ أخبرنَا مالِكٌ عنْ إسْحَاقَ بنِ عَبْد الله بنِ أبي طلْحَةَ أنَّهُ سَمِعَ أنَسَ بنَ مالِكٍ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ يَقُولُ إنَّ خيَّاطا دَعا رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِطَعَامٍ صَنَعَهُ قَالَ أنسُ بنُ مالِكٍ فذَهَبْتُ مَعَ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إلَى ذَلِكَ الطَّعَامِ فَقَرَّبَ إِلَى رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خُبْزا ومرَقا فِيهِ دُبَّاءٌ وقَدِيدٌ فَرَأيْتُ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ منْ حَوَالَى الْقَصْعَةِ قَالَ فَلَمْ أزَلْ احبُّ الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمِئِذٍ. .

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (إِن خياطا) . وَإِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة اسْمه: زيد بن سهل الْأنْصَارِيّ ابْن أخي أنس ابْن مَالك.
والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي الْأَطْعِمَة عَن قُتَيْبَة بن سعيد والقعنبي وَأبي نعيم وَإِسْمَاعِيل بن أبي أويس. وَأخرجه مُسلم فِي الْأَطْعِمَة عَن قُتَيْبَة. وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي الْوَلِيمَة عَن قُتَيْبَة. وَأخرجه أَبُو دَاوُد فِيهِ عَن القعْنبِي. وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِيهِ عَن مُحَمَّد بن مَيْمُون الْخياط وَفِي الشَّمَائِل عَن قُتَيْبَة، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ: حسن صَحِيح.
والدباء، بِضَم الدَّال الْمُهْملَة

نام کتاب : عمدة القاري شرح صحيح البخاري نویسنده : العيني، بدر الدين    جلد : 11  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست