نام کتاب : عظات وعبر من أحاديث سيد البشر صلى الله عليه وسلم نویسنده : الجزائري، أبو بكر جلد : 1 صفحه : 5
ولا إلى أهل سعة الرزق والمتاع، وليكن همه الإعداد لداره التي هو عائد إليها وذلك بالإيمان وصالح الأعمال والصبر على ذبك حتى يعود إلى دار استقراره ليسعد فيها سعادة أبدية، وهي الجنة دار السلام والأبرار.
2- على العبد المؤمن الصالح أن يعتبر نفسه في هذه الحياة الزائلة أنه مسافر، وليس بمقيم، وليعمل ليل نهار على إعداد ما يوصله إلى داره التي هي مستقر حياته الخالدة الأبدية، وذلك بالزهد في هذه الحياة الدنيا الفانية فلا يعمل لها أكثر من إحضار قوته، وسد حاجته الضرورية من مركب ومسكن شأنه شأن المسافر العائد إلى بلاده ودار استقراره فهو لا يطلب أكثر من سد حاجته، وذلك ليفرغ نفسه للصالحات من أنواع العبادات فهو صائم قائم ذاكر شاكر عملا بوصية ابن عمر وهي قوله: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك. وآخذاً بقول علي رضي الله عنه ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحد منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل.
ألا فلنعمل عباد الله بجد واجتهاد الأعمال الصالحة ونجتنب الأعمال الفاسدة، إذ هذه طريق نجاتنا وسعادتنا والله المستعان.
نام کتاب : عظات وعبر من أحاديث سيد البشر صلى الله عليه وسلم نویسنده : الجزائري، أبو بكر جلد : 1 صفحه : 5