فاهجر} [1] ، حث على المفارقة بالوجوه كلها.
والمهاجرة في الأصل: مصارمة الغير، ومتاركته، من قوله عز وجل: {والذين هاجروا وجاهدوا} [2] ، وقوله: {للفقراء والمهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم} [3] ، وقوله: {ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله} [4] ، وقوله: {فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله} [5] ، فالظاهر منه: الخروج من دار الكفر، إلى دار الإيمان، كمن هاجر من مكة إلى المدينة" [6] .
ويدخل في ذلك هجران المعاصي، والشهوات، والأخلاق الذميمة، وجميع المعاصي ورفضها واجتنابها.
قال ابن القيم: " وللعبد في كل وقت هجرتان: هجرة إلى الله بالطلب، والمحبة، والعبودية، والتوكل، والإنابة، والتسليم والتفويض، والخوف والرجاء، وصدق اللجاء. وهجرة إلى رسوله –صلى الله عليه وسلم- في حركاته وسكناته، الظاهرة، والباطنة، بحيث تكون موافقة لشرعه الذي هو تفضيل محاب الله، ومرضاته، ولا يقبل الله من أحد ديناً سواه" [7] .
وسبيل الله: طاعته، واتباع أمره، واجتناب نهيه، واتباع رسوله – صلى الله عليه وسلم-. [1] الآية 4 من سورة المدثر. [2] الآية 218 من سورة البقرة. [3] الآية 8 من سورة الحشر. [4] الآية 100 من سورة النساء. [5] الآية 89 من سورة النساء.
(6) "المفردات" (536-537) .
(7) "طريق الهجرتين" (ص7) .