نام کتاب : شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد نویسنده : ابن دقيق العيد جلد : 1 صفحه : 76
مناقب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أكثر من أن تحصر وقد دعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" 1 "ودعا له بأن يؤتى الحكمة مرتين" [2] وثبت عنه: "أنه رأى جبريل مرتين"[3] وهو بحر هذه الأمة وحبرها: وقد رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلاً للوصية مع صغره فقال له: "احفظ الله يحفظك" ومعناه: كن مطيعا لربك مؤتمراً بأوامره منتهياً عن نواهيه.
وقوله: "احفظ الله تجده تجاهك" أي: اعمل له بالطاعة ولا يراك في مخالفته فإنك تجده تجاهك في الشدائد كما جرى للثلاثة الذين أصابهم المطر فأووا إلى غار فانحدرت صخرة فانطبقت عليهم فقالوا: انظروا ما عملتم من الأعمال الصالحة فاسألوا الله تعالى بها فإنه ينجيكم فذكر كل واحد منهم سابقة سبقت له مع ربه فانحدرت عنهم الصخرة فخرجوا يمشون وقصتهم مشهورة في الصحيح[4].
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله" أرشده إلى التوكل على مولاه وأن لا يتخذ إليها سواه ولا يتعلق بغيره في جميع أموره ما قل منها وما كثر وقال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ
1 رواه أحمد 1/314 ورواه أيضاً ابن حبان والطبراني وليست في الصحيحين بهذا اللفظ. [2] رواه البخاري في فضائل الصحابة باب ذكر ابن عباس رضي الله عنه رقم 3756 بلفظ: ضمني النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: "اللهم علّمه الحكمة". [3] رواه الترمذي في المناقب باب 43 حديث رقم 3822 عن ليث عن أبي جهضم عن ابن عباس: "أنه رأى جبريل عليه السلام مرّتين ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم مرّتين". قال أبو عيسى: هذا حديث مرسل، ولا نعرف لأبي جهضم سماعاً من ابن عباس. [4] رواه مسلم في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار باب قصة أصحاب الغار رقم 2743.
نام کتاب : شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد نویسنده : ابن دقيق العيد جلد : 1 صفحه : 76