responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أبي داود نویسنده : العيني، بدر الدين    جلد : 4  صفحه : 260
وقوله: " وعلى آل محمد " متصل بقوله: " كما صليتَ على إبراهيم
واَل إبراهيم " ويقال: إنه تشبيه المجموع بالمجموع بمعنى: تشبه الصلاة
على النبي وآله بالصلاة على إبراهيم وآله؛ ومُعظم الأنبياء- عليهم
السلام- هم آل إبراهيم- عليه السلام- فإذا تقابلت الجملة بالجملة وتعذر
أن يكون لآل الرسول ما لآل إبراهيم الذين هم الأنبياء، كان ما توفر من
ذلك حاصلا للرسول- عليه السلام-، فيكون رائدا على الحاصل لإبراهيم- عليه السلام-، والذي يحصل من ذلك هو آثار الرحمة والرضوان، ومن كان في حقه كثر كان أفضل. ويقال: كان ذلك قبل أن [[2]/51 - ب] يعلم أنه أفضل من [1] / إبراهيم- عليه السلام-.
فإن قيل: لم خص إبراهيم- عليه السلام- من بين سائر الأنبياء
- عليهم السلام- بذكرنا [إياه] في الصلاة؟ قلت: لأن النبي- عليه
السلام- رأى ليلة المعراج جميع الأنبياء والمرسلين، وسلم على كل نبي
ولم يسلم أحد منهم على أمته غير إبراهيم- عليه السلام-، فأمرنا النبي
- عليه السلام- أن نصلي عليه في آخر كل صلاة إلى يوم القيامة مجازاة
على إحسانه. ويقال: إن إبراهيم- عليه السلام- لما فرغ من بناء الكعبة
دعى لأمة محمد- عليه السلام- وقال: اللهم من حج هذا البيت من
أمة محمد فهَبْه مني السلام، وكذلك دعى أهله وأولاده بهذه الدعوة
فأمرنا بذكَرهم في الصلاة مُجازاة على حُسْن صنيعهم.
فإن قيل: الله تعالى أمرنا أن نصلي على النبي- عليه السلام- بقوله:
"يا أيهَا الَّذينَ آمَنُوا صلوا عَلَيْه وَسلّموا تَسْليماً" [2] ثم نحن نقول:
اللهم صل عَلى محمد إلى آخره، فنسأل الله أن يُصلي عليه ولا نُصلي
نحنُ عليه بأنفسنا. قلت: لأن النبي- عليه السلام- طاهر لا عيب فيه،
ونحنُ فينا العيوبُ والنقائصُ، فكيف يُثْنِي مَن فيه عيب على طاهر؟ "
فنسألُ الله أن يُصلي عليه لتكون الصلوات من رَب طاهر على نَبي طاهرٍ.

[1] مكررة في الأصل.
[2] سورة الأحزاب: (56) .
نام کتاب : شرح أبي داود نویسنده : العيني، بدر الدين    جلد : 4  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست