عن الأسود: " الجنب يأكل ". ورواه في مسنده بألفاظ منها: " إذا كانت له إلى
أهله حاجة أتاهم ثم يعود ولا يمس ماء ". وفي لفظ: " كان يصيب أهله من
أول الليل ثم قام ولا يمس ماء، فإذا استيقظ من آخر الليل عاد إلى أهله
واغتسل " [1] . ولفظه في الأوسط. ورواه من حديث حمزة الريان عن أبي
إسحاق: " كان يجامع [2] المرأة من نسائه ولا يمس ماء، فإن أصبح فأراد أن
يعاودها عاود وإن لم يرد اغتسل " [3] . وقال: لم يروه عن حمزة إلا زياد أبو
حمزة. تفرد به عامر بن إبراهيم، وفي كتاب الأثرم فلو لم يخالف أبا إسحاق
في هذا إلا إبراهيم وحده كان أثبت وأعلم بالأسود، ثم وافق إبراهيم
عبد الرحمن بن الأسود، ثم وافقهما فيما رواه أبو سلمة وعروة عن عائشة، ثم
وافق ما صح من ذلك عن عائشة رواية ابن عمر عن عمرو ما روي عن عمار
وأبي سعيد فتبين أنّ حديث أبي إسحاق إنّما هو وهم، وروى هشيم عن
عبد الملك- يعني: ابن عمير- عن عطاء عن عائشة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل ما
رواه أبو إسحاق عن الأسود قال: ورواية عطاء عن عائشة ما لا يحتج به إلا
أن يقول: سمعت، ولو قال: في هذا سمعت،/كانت تلك الأحاديث أقوى
وقال أبو عيسى: وقد روى غير واحد عن الأسود عن عائشة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" إنّه كان يتوضأ قبل أن ينام " [4] . وهذا أصح من حديث أبي إسحاق وقال:
وكانوا يرون إن هذا غلطا من أبي إسحاق، وقال القشيري في كتاب التمييز:
ذكر الأحاديث التي نقلت على الغلط في متونها ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير
ثنا أبو إسحاق به قال: فهذه الرواية عن أبي إسحاق خاصة، وقد جاء النخعي
وعبد الرحمن خلاف ذلك، وقال الطوسي في الأحكام: وحديث: " كان
يتوضأ قبل أن ينام ": صح من حديث الشعبي، وقد رواه عنه شعبة والثوري
وغير واحد، ويرون هذا غلطا من أبي إسحاق، وقال ابن الحصار في كتابه [1] رواه أبو حنيفة (33) وأحمد في " المسند " (6/107) . [2] قوله: " يجامع " سقطت من " الأولى " وأثبتناه من " الثانية ". [3] المعاني (1/127) وأصفهان (1/318) . [4] حسن. رواه أبو داود (ح/241) وأحمد في " المسند " (6/ 188، 273) والدارقطني في
" السنن " (1/144) .