علقمة عن عائشة مختصرا. وذكره أبو جعفر العقيلي في كتاب الضعفاء ولما
ذكره أبو زكريا الساجي قال: ضعيف الحديث عنده مناكير. ثم ذكر له هذا
الحديث فقط، ولما ذكره الطبراني في الأوسط قال: لم يروه عن الشعبي إلا
ابن أبي مطر وكلامه أوضح من كلام البيهقي؛ لأنّ كلامه يقتضى تفرّد
حريث بالحديث نفسه، وليس كذلك لما أسلفناه من كتاب المستدرك، وكان
أبو عبد الله لمح كذب شريك في الإسناد وأنه ممن يخرج مسلم حديثه،
فاعتمده وسهى عمن عداه، وممن كان يستدفئ بزوجته عمر بن الخطاب من
رواية النخعي عنه وأبو الدرداء من رواية عطاء الخراساني عن أم الدرداء
وعبد الله بن عمر من حديث مسعر عن جبلة، وابن عباس من حديث إبراهيم
بن المهاجر عن عبد الله بن شدّاد، وأبو هريرة، والأسود، وعلقمة، وعلي بن
أبي طالب من حديث أبي إسحاق عن الحرث، وسعيد بن المسيب، والحسن
البصري، ذكر ذلك في مصنفه ابن أبي شيبة، قال: وكرهه حماد حين رواه
عن وكيع عن مسعر. وفي كتاب أبي داود من حديث الأفريقي عن عمارة بن
عراب أن عمّة له حدّثته وأنها سألت عائشة؛ فذكرت حديثا فيه: " دخل النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى مسجده. قال أبو داود: يعني: مسجد بيته، فلم ينصرف حتى غلبتني
عيني وأوجعه البرد، فقال: ادن منّى فقلت: إني حائض، فقال: وأن اكشفي
عن فخذيك فكشفت فخذي فوضع خدّه وصدره على فخذي وحنيت عليه
حتى دفيء ونام صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " [1] .
ويعارض هذا على تقدم صحته ما في التمهيد من حديث ابن لهيعة، قال
أبو عمر: ولا يعرف/إلا من طريقه إن فرط بن عوف سأل عائشة: أكان النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يضاجعك وأنت حائض؟ قالت: نعم، إذا شددت على إزاري وذلك إذا
لم يكن لنا إلا فراش واحد فلما رزقنا الله فراشين اعتزل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وما في
السنن أيضا عن أبي اليمان عن أم درة وهي مجهولة فيما قاله ابن حزم عن [1] حسن. رواه أبو داود (ح/270) وابن كثير (1/378) والبخاري في الأدب للفرد (ح/
120) والمنثور (1/259) والتمهيد (3/175) .