وفي السنن الكبير من جهة ابن جريج عن عطاء: " أنّ عليّا كان يدخل في
إحليله القبلة من كثرة المذي ".
حدثنا أبو كريب ثنا عبد الله بن المبارك وعبدة بن سليمان عن محمد بن
إسحاق ثنا سعيد بن عبيد بن السباق عن أبيه عن سهل بن حنيف قال:
كنت ألقى من المذي شدة فأكثر منه الاغتسال: فسألت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال:
" إنما يجزيك من ذلك الوضوء "، قلت: يا رسول الله كيف بما يصيب ثوبي؟
قال: " إنما يكفيك كف من ماء، فتنضح به عن ثوبك حيث ترى أنه أصابه ".
هذا حديث خرجه الحافظ البستي في صحيحه [1] عن أبي يعلى: ثنا إسماعيل بن
إبراهيم ثنا ابن إسحاق، وخرجه ابن خزيمة عن يعقوب بن إبراهيم ثنا ابن علية وثنا
محمد بن أبان ثنا ابن أبي عدي عن ابن إسحاق، وخرجه ابن حزم مصححا له، وقال أبو
عيسى [2] : هذا حديث حسن صحيح ولا نعرفه مثل هذا إلا من حديث ابن إسحاق،
وفي مسائل حرب: " أرأيت ما يصيب ثيابي منه؟ قال: يعد إلي كف من ماء "، وفي
كتاب الأثرم: " كنت ألقى من المذي عناء/فقال: يحزنك أن تأخذ حفنة من ماء فترش
عليه؟ "، وقال: قلت لأبي عبد الله: ما تقول فيه: قال: لا أعلم شيئا يخالفه، وأخبر به
محمد بن شداد أنه سمع أبا عبد الله يقول: لو كان غير ابن إسحاق، وقال صالح: قال
أبي: حدثنا ابن إسحاق، لا أعرفه عن غيره ولا أحكم لابن إسحاق، وفي كتاب
الخلال: سئل أبو عبد الله عن المذي يصيب الثوب، كيف العمل فيه؟ قال: الغسل ليس [1] صحيح. رواه ابن ماجة (ح/506) والطبراني (6/106) وابن أبي شيبة (1/83) وابن
حبان (2/216) . وصححه الشيخ الألباني. [2] صحيح. رواه الترمذي في: أبواب الطهارة، 84- باب ما جاء في المذي يصيب الثوب،
(ح/115) . وقال: " هذا حديث حسن صحيح، ولا نعرفه إلا من حديث محمد بن
إسحاق في المذي مثل هذا ".
ورواه أحمد (3/485) والدارمي (1/184) وأبو داود (1/84- 85) وابن ماجة (1/94)
وفي كل هذه الروايات- ما عدا الدارمي- صرح ابن إسحاق بسماعه من سعيد بن عبيد.
وقد اختلف أهل العلم في المذي يصيب الثوب؛ فقال بعضهم: لا يُجزيء ألا الغسل، وهو
قول الشافعي، وإسحاق، وقال بعضهم: يجزئه النضح.
وقال أحمد: أرجو أن يجزئه النضح بالماء.