وسائرهم: " فليغسل فرجه وليتوضأ وضوءه للصلاة ". وهذا هو الصحيح،
وقد رواه عبد الرزاق عن مالك كما رواه يحيى: " ولينضح فرجه ". ولو
صحت [1] رواية يحيى ومن تابعه كانت مجملة يفسرها رواية غيره؛ لأن
النّضح يكون في لسان العرب مرة الغسل ومرة الرش انتهى ما ذكره. وفيه
نظر؛ لما تقدم من حديث الباب عن عثمان بن عمر عن مالك بلفظ:/
" ولينضح فرجه "، وكذلك رواه أبو داود [2] في سننه من حديث القعنبي،
وذكر الدارقطني في كتاب أحاديث الموطأ أن أبا مصعب وأحمد بن إسماعيل
المدني وابن وهب ومعن القزاز وعبد الله بن يوسف ويحيى بن بكر الشافعي
وابن القاسم وعتبة بن عبد الله وأبا علي الحنفي وإسحاق بن عيسى والقاسم بن
يزيد رووه عن مالك بلفظ: " فلينضح "، إلا ابن وهب؛ فإن في بعض
ألفاظه: " فليغسل " فلو عكس أبو عمر قوله لكان مصيبا، والله تعالى أعلم.
وفي مسند أحمد من حديث هانئ بن هانئ عن علي: " كنت رجلا
مذاء فأمر ابن المقداد، فسأل النبي، فضحك وقال: فيه وضوء " وفي رواية
لأبي داود من طريق ابن العبد نا القعنبي عن هشام بن عروة عن ابن فضالة
والثوري وابن عيينة عن هشام عن أبيه عن علي ثنا أحمد بن يونس ثنا أبي
عن هشام عن أبيه أن عليا، قال أبو داود: [3] ورواه الثوري وجماعة عن هشام
عن أبيه عن المقداد عن علي وفيه: " فليغسل ذكره وأنثييه ". ورد أبو محمد
المنذري هذا الحديث بقوله: قال أبو حاتم: عروة عن علي مرسل وفيه نظر في
موضعين:
الأول: أن هذا بعينه ذكره أبو داود نفسه في كتاب التفرّد بقوله: وحديث
هشام عن أبيه عن علي ليس بمتصل، إلا أن أبي إسحاق قال: عن عروة عن [1] قوله: " صحت " وردت " بالأصل ": " فمعنى "، وهو تصحيف، والصحيح ما أثبتناه. [2] حسن. رواه أبو داود " في: 1- كتاب الوضوء، 82- باب في المذي (ح/209) . [3] ضعيف. رواه أبو داود في: 1- كتاب الوضوء، 82- باب في المذي، (ح/208) . قال أبو داود: وروى الثوري وجماعة عن هشام، عن أبيه، عن المقداد، عن علي، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قلت: إسناده منقطع، وهذه علة للضعف.