مغفل: " ولا تصلوا في معاطن الإبل؛ فإنها خلق من الشياطين " [1] .
ذكرهما أبو القاسم في معجمه، ويكون ذلك لنهيه- عليه السلام- عن
الصلاة في الوادي من أجل الشيطان الذي به، والله تعالى أعلم.
وروى حديث الإبل جماعة لا واحد لها من لفظها، وكذلك الغنم قاله في
التلخيص، وفي كتاب الصحاح: وهي موثقة؛ لأنها اسم الجموع التي لا
واحد لها من لفظها إذا كانت تعبر إلا ودعت [2] والتأنيث لها اللازم، وإذا
صغرتها أدخلتها الهاء فقلت أبيلة وغنيمة ونحو ذلك، وربما قالوا للإبل: إِبْل-
بتسكين الباء للتخفيف والجمع إبال، فإذا قالوا إبلان وغنمان وإنما يريدون
قطيعين من الإبل- وأرض إبلية أي: ذات إبل، والنسبة إلى الإبل إبلي يسمون
الباء استحبابا لبوال السكرات، والمراح- بالضم- حيث تأوى إليه الإِبل والغنم
بالليل، وثالثه الموضع الذي/يروح منه القوم أو يروحون إليه كالمعدي للموضع
الذي نتعدّى منه. حكاه المنذري، والعطن، وجمعه أعطان مبرك الإبل حول
الماء. ذكره أبو عبيدة. وفي كتاب الصحاح: العطن والمعطن واحد الأعطان،
والمعاطن: وهي مبارك الإبل عند الماء ليشرب بعللٍ بعد نهل، فإذا استوفت
ردت إلى المراعي وعطنت وعطبت الإبل بالفتح تعطن عطونا إذا رويت ثم
نزلتا فهي إبل عاطنة وعواطن، وقد ضربت تعطن أي: نزلت، وكذلك نقول:
هذا عطن الغنم وتعطنها [3] لمرابطها حول الماء، والله تعالى أعلم. [1] صحيح، وإسناده ضعيف. رواه ابن ماجةْ (769) . في الزوائد: إسناد المصنف فيه مقال.
وأصل الحديث رواه النسائي مقتصرا على النهي عن أعطان الإبل. والمجمع (2/26) وعزاه إلى
" أحمد " والطبراني في " الكبير " إلا أنه قال: " وصلْوا في مراح للغنم، فإنها بركة من
الرحمن ". وقد رواه ابن ماجة والنسائي باختصار، ورجال أحمد ثقات وصرح ابن إسحاق
بقوله: حدثني. وصحح إسناده الشيخ الألباني. [2] كذا ورد هذا السياق " بالأصل ". [3] قوله: " وتعطنها " وردت " بالأولى ": " معطنها "، والصحيح ما أثبتناه من الثانية.