باختلاف على عطاء في إسنادها وهذان حديثان مسندان صحيحان، وفي
مسند السراج عن قتيبة عن الدراوردي عن زيد زيادة: " ولم يتمضمض". ولما
خرج أبو موسى حديث عطاء بن حبة بن جريج قال: حسن صحيح، وقال
ابن عساكر: كذا رواه روح عن ابن جريج، ورواه خالد بن الحرث وأبو
عاصم عن ابن جريج عن محمد بن يوسف عن سليمان- يعني: ابن يسار-،
وقال أبو عيسى: رواه ابن سيرين وعلى بن عبد الله بن عباس وعطاء وعكرمة
ومحمد بن عمرو بن عطاء وغير واحد عن ابن عباس. وفي مسند الإمام:
أحمد ثنا حفص بن عمر عن همام عن قتادة عن يحيى بن يعمر عن ابن
عباس أن النبي- عليه السلام-: " أنهش من كتف، ثم صلى ولم
يتوضأ " [1] . ورواه أيضا عن يحيى عن ابن جريج حدثنا سعيد بن الحويرث،
وفي كتاب السراج: ثنا زياد بن أيوب بن إسماعيل بن إبراهيم ثنا أيوب عن
أبي مليكة، وفي كتاب ابن شاهين: ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا الحسن بن عرفة
ثنا هُشيم عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي كلهم عن ابن عباس
بنحوه، وفي المصنف من حديث محمد بن عمرو بن عطاء: " أكل من
عظم، أو يغرف من ضلع ". وفي حديث أبي جعفر: " مر بقدر تفور فأخذ
منها عرقا- أو كتفا- فأكله ثم تمضمض ولم يتوضأ " [2] . وفي سنن أبي داود
مست النار، (ح/190) .
قوله:" انتهش " هو بالشين المعجمة: أخذ اللحم بالأضراس، وبالسين المهملة: أخذ اللحم
بمقدم الفم. وأورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (1/251) وعزاه إلى " أبي يعلى "، وفيه
حسام بن مصك، وقد أجمعوا على ضعفه. قلت: وتحسينه لوجود أكثر من طريق له. [1] بنحوه. أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد " (1/254) من حديث أم عامر بنت يزيد بن السكن،
وكانت من المبايعات: " أنها أتت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعرق فتعرقه وهو في مسجد بنت عبد الأشهل، ثم قام
فصلى ولم يتوضأ ". وعزاه إلى الطبراني في " الكبير " من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن أبي خليفة عن عبد
الرحمن بن ثابت بن صامت عنها، ولم أجد من ذكر هذين. [2] في " مجمع الزوائد " (1 / 254) عن عمرو بن محمد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال: سمعت هند
بنت سعيد بن أبي سعيد الخدري تحدث عن عمتها قالت: " جاء رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عائدا لأبي سعيد الخدري
فقدمنا إليه ذراع شاة فأكل، وحضرت الصلاة فتمضمض ثم صلى ولم يتوضأ ". رواه الطبراني في " الكبير " عن محمد بن يوسف عنها، ولم أجد من ذكر محمدا هذا.