ثنا ابن هانئ، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا أحمد بن يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي
عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن مسلم / الزهري فذكره وقال مهنأ سألت أبا
عبد الله في حديث ابن إسحاق عن الزهري عن عروة عن زيد بن خالد في
مس الذكر فقال: ليس بصحيح الحديث حديث بسرة فقلت: من قبِل منْ
جاء خطاؤه؟ قال: من قبل ابن إسحاق أخطأ فيه، قلت: وكان ابن إسحاق
يخطئ في مثل هذا؟ قال: نعم له غير شيء، ولما ذكره أبو جعفر الطحاوي
قال: نفس هذا الحديث منكر وأخلق به أن يكون غلطا، وذلك أن عروة
أنكره لما سأله مروان بن الحكم عن مس الفرج فأجابه برأيه إلا وضوء فيه، فلما
قال له: مروان بن بسرة ما قال، قال عروة: ما سمعت به وذلك بعد موت
زيد بن خالد، فكيف يجوز أن ينكر ما حدّثه إياه زيد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورد
ذلك عليه الحافظ البيهقي بقوله: وأما ما قال من تقديم موت زيد بن خالد
فهذا منه توهم ولا ينبغي لأهل العلم أن يطعنوا في الأخبار بالتوهم، فقد بقى
زيد إلى سنة ثمان وسبعين، ومات مروان سنة خمس وستين كذا ذكره أهل
العلم بالتواريخ يجوز أن يكون عروة لم يسمع من أحد حين سأله مروان، ثم
سمعه من بسرة ثم سمعه بعد ذلك من زيد، فرجع إلى رأيها وحديثها، وفي
سؤالات مُضر قلت له- يعني يحيى بن معين- فحديث زيد بن خالد قال:
خطأ أخطأ فيه ابن إسحاق، وقال لابن عبد البر: هو خطأ لا شك فيه،
ويقول يعقوب بن إسحاق: سفيان، وقال ابن المنذر: لا أعلم لابن إسحاق إلا
حديثين منكرين نافع عن ابن عمر مرفوعا: " إذا نعس أحدكم يوم
الجمعة " [1] ، والزهري عن عروة عن زيد بن خالد: " إذا مس أحدكم فرجه "
كذا ذكره البيهقي في الخلافيات، وفي كتاب العقيلي لم ينكر على أبي
إسحاق إلا حديث نافع إذا نعس أحدكم لم يذكر الثاني، وفي كتاب العلل
الترمذي قلت له- يعني البخاري-: فحديث محمد بن إسحاق عن الزهري [1] صحيح. رواه الترمذي (ح/526) وقال: هذا حديث حسن صحيح. والبيهقي في
" الكبرى " (3/238) وشرح السنة (4/269) والمشكاة (1394) والخطيب (1/229) وابن
حبان (57) والكنز (21162) وابن أبي شيبة (2/120) والمجمع (2/180) وعزا هـ إلى " البزار "
و" الطبراني في الكبير " وفيه إسماعيل في الجامع الصغير أيضا لأحمد.