وثبت سماع عروة من بسرة فممن [1] ذكرنا من سماع عروة منهم شعيب بن
إسحاق الدمشقي وربيعة بن عثمان التيمي والمنذر بن عبد الله الحرامي،
وعنبسة بن عبد الواحد القرشي وأبو الأسود حميد بن الأسود الثقة المأمون،
وقد رواه عن عروة جماعة منهم عبد الله بن أبي بكر وابن شهاب وأبو الزياد
ومحمد بن عروة ومحمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن عبد الحميد بن حزم
الأنصاري، والحسن بن مسلم بن يقاق وغيرهم من التابعين وأتباعهم، ورواه
عن بسرة جماعة من الصحابة والتابعين منهم عبد الله بن عمرو بن العاص،
وسعيد بن المسيب، وابن أبي مليكة، وعمرة بنت عبد الرحمن، وسليمان بن
موسى، ولما سئل أبو داود عن حديث في مسّ الذكر؟ قال: حديث أبي بكر عن
عروة عن بسرة، ولما ذكره أبو محمد الفارسي في كتابه مصححا به قال: فإن
قيل: إن هذا رواه الزهري عن عروة وعن عبد الله بن أبي بكر عن عروة. قلنا:
مرحبا بهذا عبد الله ثقة والزهري لا خلاف أنه سمع من عروة وجالسه، فهذا
قوة للخبر والحمد لله تعالى، ولما ذكره الأشبيلي صححه وكذلك ابن الحصار
في كتابه: تقريب المدارك، وقال البغوي في شرح السنة: هو حديث حسن،
وقال أبو بكر الحازمي: حديث بسرة- وإن لم يخرجاه- لا خلاف يقع في سماع
عروة؛ إذ هو عن مروان عنها فقد احتجا بسائر رواة حديثها مروان فمن دونه
وكلامه يقتضي أنهما خرجا لمروان وليس كذلك؛ لأنه معدود في إفراد
البخاري وبنحو ما قلنا نبّه عليه البيهقي في المعرفة وصححه أيضا ابن وضاح،
وأما الذين ضعّفوه ابن السكن وأبو عمر والدارقطني وقال ابن الجوزي في
التحقيق: هذا السند مطعن فيه، ولما ذكره في كتاب العلل قال بعد كلامه:
فلما ورد الاختلاف على هشام أشكل أمر هذا/الحديث، وطن كثير من الناس
ممن لم يمعن النظر في الاختلاف أن هذا الحديث غير ثابت؛ لاختلافهم فيدلان
الواجب في الحكم أن يكون القول قول من أراد في الإِسناد؛ لأنهم ثقات
والثقات زياداتهم مقبولة فحكم حديث قيس عندنا أثبت من حديث بسرة،
وقال ابن معين: أي حديث بسرة لولا أن قابل طلحة في الطريق وكان ابن [1] في"الأصل"ورد"من ما"وليس لها محل في سياق الكلام.