وسئل عمن نام وهو جالس فقال: يعيد وضوءه، ذكره في تاريخ الموصل من
جهة المغيرة بن زياد عن أبي رباح عنه، وقال يحيى بن معين: لا شيء، وفى
رواية ضعيف، وقال النسائي: متروك الحديث، وكذا قاله علي بن الجنيد
وقال الحربي في كتاب العلل: ليس هو حجة، وذكره العقيلي في كتاب
الضعفاء، وقال الساجي: ضعيف الحديث عنده مناكير، ومَعْنى حديثه هذا في
صحيح مسلم بل هو واضح في الدلالة من حديث ابن عباس قال:"بت
عند خالتي ميمونة فقلت لها: إذا قام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأيقظيني، فقام رسول
الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقمت إلى جنبه الأيسر فأخذ بيدي فجعلني في شقه الأيمن، فجعلت
إذا أغفيت يأخذ سخمة أذني، قال: فصلى إحدى عشرة ركعة، ثم أجبني
حتى أني لأسمع نفسه زائدًا، فلما/تبيّن له الفجر فصلى ركعتين خفيفين" (1)
وقد ورد في نوم القاعد غير ما حديث، من ذلك حديث ابن المبارك: ثنا معمّر
عن قتادة عن أنس قال:"لقد رأيت أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوقظون
للصلاة حتى أني لأسمع غطيطا، ثم يقومون فيصلون ولا يتوضئون" [2] قال
ابن المبارك: هذا عندنا وهم جلوس: قال الحافظ البيهقي: وعلى هذا جملة
عبد الرحمن ومهدي والشّافعي، وهو محتمل لما قالوه، لكن وردت زيادة تمنع
من هذا التأويل، ويردّه على من أوله ذكرها أبو محمد بن حزم مصححًا لها،
وذكرها أيضًا أبو الحسن ابن القطان من رواته يحيى بن سعد القطان عن سعيد
عن قتادة عن أنس:"أنّ أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينتظرون الصلاة فيضعون
(1) حسن. رواه أبو داود في: كتاب الصلاة، 27- باب في صلاة الليل، (ح/1374) .
ولفظه:
"بت عنده ليلة وهو عند ميمونة فنام حتى إذا ذهب ثلث الليل أو نصفه استيقظ فقام إلى شن
فيه ماء فتوضأ وتوضأت معه، ثم قام فقمت إلى جنبه على يساره فجعلني على يمينه، ثم وضع
يده على رأسي كأنه يمس أذني كأنه يوقظني، فصلّى ركعتين خفيفتين قد قرأ فيهما بأم القرآن
في كل ركعة، ثم سلْم، ثم صلْى حتى صلّى إحدى عشرة ركعة بالوتر، ثم نام، فأتاه بلال
فقال: الصلاة يا رسول الله، فقام فركع ركعتين، ثم صلى بالناس".
انظر، الصحيحة: (2/498) .
ورواه الترمذي: (ح/78) وقال:"هذا حديث حسن صحيح". [2] قوله:"ولا يتوضؤن "سقطت من"الأصل"وكذا أثبتناه.