30- باب المنديل بعد الوضوء وبعد الغسل
حدّثنا محمد بن رمح، ثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن
سعد ابن أبي هند أن أبا مرة مولى عقيل حدثه أنّ أمّ هانئ بنت أبي طالب
حدّثته:"أنه لما كان عام الفتح قام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى غسله فسترت عليه
فاطمة ثم أخذ ثوبه فالتحف به" [1] هذا حديث اتفقا على تخريجه وذكر أبو
عمر بن عبد البر من حديث سعيد بن أبي سعيد عن أبي مرّة عنها قالت:
"أتاني يوم حمران فأجرتهما فجاء علي يريد قتلهما فأتينا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو
بالأبطح بأعلى مكة وقد ذكرت غسله ثم قالت: قلت يا رسول الله إني
أجرت حمو بن أبي وإن ابن أمي عليًا أراد قتلهما فقال عليه السلام: ليس له
ذلك قد أجرنا من أجرت" [2] قال أبو عمر: الذي أجارته هو ولد هبيرة بن أبي
وهب المخزومي واحدا كان واثنين، لأن في حديث ابن أبى النضر ما يدلُّ على أنه
كان واحدا وفي حديث لم المقبري. اثنان وهبيرة زوجها وولده حمولها، وقيل: إنّ
الذي أجارته الحرث ابن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة المخزوميان، وأمّا قول من قال
أنه جعدة بن هبيرة فما أدري ما هذا؛ لأنّ جَعْدة ابنها لا حموها، ولم يذكر أهل
النسب ابنَا لهبيرة يسمّى جَعْدَة من غير أم هانئ. والله أعلم، حدّثنا علي بن
محمد، ثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن محمد بن عبد الأكمل بن سعد بن زرارة
عن محمد بن شرحبيل عن قيس بن سَعْد قال:"أتانا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فوضعنا له ماءً
فاغتسل ثم أتيناه بملحفة ورسية فاشتمل بها، فكأني أنظر إلى أثر الورس عليه" [3] . [1] صحيح. رواه ابن ماجة في: 1- كتاب الطهارة، 59- باب المنديل بعد الوضوء وبعد
الغسل، (ح/465) . وصححه الشيخ الألباني.
قوله:"إلى غسله"بفتح الغين، أي اغتساله. وبضمها إلى الماء. و"فالتحف به"أي
اشتمل به. فصار الثوب للبدن كالمنديل الذي ينشف به أثر الماء. [2] صحيح متفق عليه. رواه البخاري (1/100، 4/122، 8/46) ومسلم في (صلاة المسافرين، ح/
82) وأبو داود (ح/2763) وأحمد في"المسند" (6/341، 342، 343، 423، 424، 425)
والبيهقي في"الكبرى" (9/95) والحاكم في"المستدرك" (4/45، 53) ومنصور (2612) والموطأ
(152) والنبوة (5/81) وتجريد (147) ومعاني (3/223، 323) والمنتقى (1055) . [3] ضعيف. رواه ابن ماجة في: 1- كتاب الطهارة، 59- باب المنديل بعد الوضوء-