يحدّث عنه، وكان ابن مهدي يحدّث عنه، وقال الدارقطني: صاحب سنة،
وكذلك قاله ابن معين، زاد أبو الحسن: نخرج حديثه، إنّما أنكروا عليه الجمع
بين عطاء وطاوس ومجاهد فحسب، وقال يحيى لأحمد: حديثه ذكره عنه
الحاكم، وقال ابن سعد: كان رجلَا صالحا عابدَا ضعيفَا في الحديث، يقال
كان يساًل عطاء، وقال الساجي: صدوق فيه ضعف، كان سيء الحفظ كثير
الغلط، وكان أبو داود لا يدخل حديثه في كتاب السنن الذي صنفه، وفيما
قاله نظر من حيث إنّ أبا داود إذا أطلق كان في العرف محمولَا على
السجستاني، فإن كان عناه فهو ثقة، خرج حديثه في كتابه، وإن كان غيره
فيلزمه بيانه، وقال أبو بكر بن أبي شيبة: ضعيف، وقال ابن طاهر مثله، زاد
خيرَا فقال: كان يسأل عطاء وطاوسَا ومجاهدَا عن الشيء يختلفون فيه،
فيروى أنّهم اتفقوا من غير تعمّد لذلك، وفي تاريخ ابن أبي خيثمة: قال ابن
معين: ليس بذاك، وفي كتاب الآجري قال يحيى: ليس به بأس، وفي كتاب
العقيلي عنه: هو أضعف من يزيد بن برقوقة، وفي رواية ضعيف: إلَّا أنله كان
يُكتب حديثه، ليث/أضعف العالمين، وقال السعدي: نضعّف حديثه، ليس
بثبت، وقال ابن حبان: اختلط في آخر عمره فكان يقلب الأسانيد، ويرفع
المراسيل، ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم، تركه القطان وابن مهدي
وأحمد وابن معين. انتهى كلامه، وفي إطلاقه ذلك نظر؛ لانا أسلفنا عن
الفلاس بحديث القطان عنه، وثنا أحمد عليه، وكذلك ابن معين، والصواب
في ذلك قول الساجي: كان يحيى القطان بآخره لا يحدّث عنه، ففي هذا
جمع بين قول يحيى والفلاس، وأما ابن معين فلا وجه لما حكاه عنه، وقال ابن
المديني: مجاهد أحبّ إلي منه، وقال العجلي: كوفي جائز الحديث، وفي
كتاب الآجري قال أبو داود أحمد بن يونس. سمعت أبا داود يقول: سمعت
يحيى يقول: عامة شيوخه لا يعرفون، الثاني: شهر بن حوشب أبو سعيد،
ويقال: أبو عبد الله، ويقال: أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو الجعد الأشعري
الحمصي، ويقال: الدمشقي، وإن كان مسلم قد خرج حديثه، وحسّن
الترمذي والبخاري حديثه، وروى له في كتاب الأدب، وقال أحمد: ما
أحسن حديثه، ووثّقه، وفي رواية: هو حسن الحديث، وقوى أمره، قال: وإنما