responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع العلوم والحكم - ت ماهر الفحل نویسنده : ابن رجب الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 410
والشهوة: هي ميلُ النفس إلى ما يُلائمها، وتلتذُّ به [1] ، وقد تميل كثيراً إلى ما هو محرَّم كالزنا والسرقة وشرب الخمر، بل وإلى الكفر والسحر والنفاق والبدع.
والغضب: هو غليانُ دم القلب طلباً لدفع المؤذي عندَ خشية وقوعه، أو طلباً للانتقام ممن حصل له منه الأذى بعدَ وقوعه [2] ، وينشأ من ذلك كثيرٌ من الأفعال المحرمة كالقتل والضربِ وأنواعِ الظلم والعُدوان، وكثيرٍ من الأقوال المحرَّمة كالقذفِ والسبِّ والفحش، وربما ارتقى إلى درجة الكفر، كما جرى لجبلة بن الأيهم [3] ،
وكالأيمان التي لا يجوزُ التزامُها شرعاً، وكطلاق الزوجة الذي يُعقب الندمَ.
والواجبُ على المؤمن أنْ تكون شهوتُه مقصورةً على طلب ما أباحه الله له، وربما تناولها بنيةٍ صالحةٍ، فأثيب عليها، وأنْ يكونَ غضبه دفعاً للأذى في الدين له أو لغيره وانتقاماً ممن عصى الله ورسولَه، كما قال تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ} [4] .
وهذه كانت حالَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فإنَّه كان لا ينتقِمُ لنفسه، ولكن إذا انتهكت حرماتُ الله لم يَقُمْ لِغضبه شيء [5] ولم يضرب بيده خادماً ولا امرأة إلا أنْ يجاهِدَ في سبيل الله [6] . وخدمه أنس عشرَ سنين، فما قال له: ((أفٍّ)) قط، ولا قال له لشيء فعله: ((لم فعلت كذا)) [7] ،
ولا لشيء لم يفعله: ((ألا فعلت كذا)) .

[1] انظر: المفردات في غريب القرآن: 279، ولسان العرب 7/231.
[2] انظر: المفردات في غريب القرآن: 375، والتعريفات: 162.
[3] هو ابن الحارث بن أبي شعر، واسمه المنذر بن الحارث، روي في أحاديث دخل بعضها في بعض، قالوا: وكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى جبلة بن الأيهم ملك غسان يدعوه إلى الإسلام، فأسلم وكتب بإسلامه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهدى له هدية، ثم لم يزل مسلماً حتى كان زمن =
= ... عمر بن الخطاب، فبينا هو في سوق دمشق إذ وطيء رجلاً من مزينة، فوثب المزني فلطمه، فأخذ فانطلق به إلى أبي عبيدة بن الجراح، فقالوا: هذا لطم جبلة. قال: فليلطمه. قالوا: أو ما يقتل؟ قال: لا، فقالوا: أفما تقطع يده؟ قال: لا، إنَّما أمر الله بالقود، قال جبلة: أترون أني جاعل وجهي نداً لوجه جدي جاء من عمق؟ بئس الدين هذا! ثم ارتد نصرانياً، وترحل بقومه حتى دخل أرض الروم. انظر: تاريخ دمشق 11/19.
[4] التوبة: 14-15.
[5] أخرجه: مالك في " الموطأ " (2627) برواية الليثي، والحميدي (258) ، وأحمد 6/31-32 و115-116 و181-182 و229 و232 و262، وعبد بن حميد (1481) ، والبخاري 4/230 (3560) و8/36 (6126) و8/216 (6853) وفي " الأدب
المفرد "، له (274) ، ومسلم 7/80 (2327) (77) و7/80 (2328) (79) ، وأبو داود (4785) من حديث عائشة، به. والروايات مطولة ومختصرة.
[6] أخرجه: عبد الرزاق (17942) ، وأحمد 6/31-32 و206 و229 و232 و281، وعبد بن حميد (1481) ، والدارمي (2224) ، ومسلم 7/80 (2328) (79) ، وأبو داود (4786) ، وابن ماجه (1984) ، والنسائي في " الكبرى " (9165) من حديث عائشة، به. والروايات مطولة ومختصرة.
[7] أخرجه: عبد الرزاق (17946) ، وأحمد 3/101، وعبد بن حميد (1361) ، والبخاري 4/13 (2768) و8/17 (6038) و9/15 (6911) ، ومسلم 7/73
(2309) (51) و (52) و (53) ، وأبو داود (4774) من حديث أنس بن مالك، به.
نام کتاب : جامع العلوم والحكم - ت ماهر الفحل نویسنده : ابن رجب الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 410
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست