نام کتاب : جامع العلوم والحكم - ت ماهر الفحل نویسنده : ابن رجب الحنبلي جلد : 1 صفحه : 317
وقال معروف: كلام العبد فيما لا يعنيه [1] خذلان من اللهِ
- عز وجل - [2] .
وهذا الحديث يدلُّ على أنَّ تركَ ما لا يعني المرء من حسن إسلامه، فإذا ترك ما لا يعنيه، وفعل ما يعنيه كله، فقد كَمُلُ حُسْنُ إسلامه، وقد جاءت الأحاديثُ بفضل من حسن إسلامُه وأنَّه تضاعف حسناته، وتُكفر سيئاته، والظاهر أنَّ كثرة المضاعفة تكون بحسب حسن الإسلام، ففي " صحيح مسلم " (3)
عن أبي هريرة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا أحْسَنَ أَحَدُكُم إسلامَهُ، فكُلُّ حَسَنةٍ يَعْمَلُها تُكتَبُ بِعَشرِ أَمْثالِها إلى سبعِ مئة ضعفٍ، وكلُّ سَيِّئةٍ يعملها تُكتَبُ بمثلِها حتَّى يَلقى الله - عز وجل -)) فالمضاعفةُ للحسنة بعشر أمثالها لابدَّ منه، والزيادةُ على ذلك تكونُ بحسب إحسّان الإسلام، وإخلاصِ النية والحاجة إلى ذلك العمل وفضله، كالنفقة في الجهاد، وفي الحج، وفي الأقارب، وفي اليتامى والمساكين، وأوقات الحاجة إلى النفقة، ويشهد لذلك ما رُوي عن عطية، عن ابن عمر قال: نزلت: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [4] في الأعراب، قيل له: فما للمهاجرين [5] ؟ قال: ما هو أكثرُ، ثم تلا قوله تعالى: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً
عَظِيماً} [6][7] .
وخرَّج النسائي (8)
من حديث أبي سعيد، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إذا أسلمَ العبدُ فحَسنُ إسلامُهُ، كَتبَ الله له كُلَّ حَسنةٍ كان أزلَفَها، ومُحِيتْ عنه كُلُّ سيئة كان أزلَفَها [9] ، ثم كان بَعْدَ ذلك القِصَاصُ، الحسَنَةُ بِعَشْر أمثالِها إلى سَبع مئةِ ضِعفٍ، والسَّيِّئَةُ بمِثلِها إلا أنْ يتجاوَزَ الله)) ، [1] من قوله: ((وقال سهل بن عبد الله ... )) إلى هنا لم يرد في (ص) . [2] أخرجه: أبو نعيم في " حلية الأولياء " 8/361.
(3) الصحيح 1/81 (129) (205) .
وأخرجه: أحمد 2/317، والبخاري 1/17 (42) ، وابن حبان (228) ، وابن منده في
" الإيمان " (373) ، وابن حزم في " المحلى " 1/99، والبيهقي في " شعب الإيمان "
(7046) ، والبغوي (4148) . [4] الأنعام: 160. [5] في (ص) : ((فما بال المهاجرين والأنصار)) ، وزيادة: ((والأنصار)) غير صحيحة لعدم ورودها في مصادر التخريج. [6] النساء: 40. [7] أخرجه: سعيد بن منصور (636) طبعة الحميد، والطبري في " تفسيره " (7542) ، وطبعة التركي 7/36، وابن أبي حاتم في " تفسيره " 3/955 (5338) .
(8) في " المجتبى " 8/105-106.
وأخرجه: البيهقي في " شعب الإيمان " (24) ، وإسناده لا بأس به.
وعلقه البخاري 1/17 (41) مختصراً بصيغة الجزم. [9] من قوله: ((ومحيت عنه كل ... )) إلى هنا لم ترد في (ص) .
نام کتاب : جامع العلوم والحكم - ت ماهر الفحل نویسنده : ابن رجب الحنبلي جلد : 1 صفحه : 317