نام کتاب : التنبيهات المجملة على المواضع المشكلة نویسنده : العلائي، صلاح الدين جلد : 1 صفحه : 22
مكانة العلائي العلمية:
تقدم القول أن الزملكاني كان لا يقرب إلا المهرة من تلاميذه [1]، وقد كان العلائي مكتسبا لهذه الصفة، مما جعل الزملكاني يحتفظ به تلميذا بارزا وملازما له سفرا وحضرا [2]، وكانت صحة الذهن، وسرعة الفهم صفتين تتمع بهما العلائي، مع جد واجتهاد في طلب العلم، حتى تقدم في العلوم وفاق على أقرانه [3]، واحتل مكانة علمية عالية، السبب الذي جعل شيخه المزي - وهو المشهود له بالحفظ وعلو المرتبة في العلم والإمامة - ينزل للعلائي عن مشيخة حلقة صاحب حمص، فدرس بها العلائي، وحضر عنده الفقهاء والقضاة والأعيان [4]، وكان عمره حينذاك ثلاثا وثلاثين سنة [5]، بلغ الإمامة والتفنن في عدد من العلوم، ومصنفاته تنبىء عن إمامته في كل فن، كان حافظ زمانه لم ير السبكي خلفا له سواه، ولم يخلف العلائي مثله [6]، وما يأتي في ذكر مناصبه وألقابه العلمية شاهد على علمه وتقدمه، وقد نقل السبكي عن والده قوله: "ما أعلم أحداً يصلح لمشيخة دار الحديث غير ولدي عبد الوهاب وشخص آخر غائب عن دمشق" ... قال السبكي: "وأنا أعرف أنه الشيخ صلاح الدين العلائي" [7].
وفي ما تقدم برهان يوقف القارئ الكريم على ما كان يتمتع به العلائي - رحمه الله - من مكانة علمية رفيعة، أقر بها كبار العلماء، فقد فاق الأقران وانتزع المناصب من الشيوخ والأعيان [8]، لأنه العالم المتبحر، والناقد المنظّر، والمؤلف المحرر، تقدم في علم الرجال والعلل، والمتون والأسانيد [9] كان حافظ زمانه [10]، يستحضر الرجال والعلل [11]، بلغ الإمامة في علوم كثيرة [12]، برع وحقّق ودقّق، قال الصفدي: "اجتمعت به مرة بدمشق، [1] انظر ترجمة شيخ الزملكاني ص8 ت3. [2] الدارس 1/61. [3] المعجم المختص ص92. بتصرف. [4] الدارس 1/59-60. [5] لأنه درس في الحلقة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، يوم الأربعاء ثاني المحرم. (الدارس 1/59) . [6] الدرر الكامنة 2/181. [7] طبقات الشافعية 10/209. [8] الدرر الكامنة 2/181. [9] المعجم المختص ص92، طبقات الشافعية 10/36. ذيل العبر الدارس 1/63. [10] طبقات الأسنوي 2/858. [11] طبقات الحفاظ ص529، نقلا عن الذهبي في المختص، وليست بهذا النص. [12] ذيل العبر 186. الأسنوي 2/858، الدارس 1/63، طبقات الحفاظ 529.
نام کتاب : التنبيهات المجملة على المواضع المشكلة نویسنده : العلائي، صلاح الدين جلد : 1 صفحه : 22