نام کتاب : التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف نویسنده : علي علي صبح جلد : 1 صفحه : 106
رمضان كان حقًا على الله أن يدخله الجنة"، فتأكد هذا التقرير أكثر وأكثر بأسلوب القصر: "كان حقًا على الله أن يدخله الجنة" وطريقه التقديم لخبر كان على اسمها، ليطمئن من أدى ذلك، أن له حقًّا على الله تعالى أن يدخله الجنة من فضله، فلا يجب شيء على الله عز وجل، ومنها ما تفيده "أو" العاطفة، من صورة التسوية بين من قاتل في سبيل الله واستشهد، ومن مات في بيته بعد قيامه بالصلاة والصيام، فله أجر شهيد أيضًا في الجنة، وإن كانوا جميعًا يتفاضلون فيما بينهم حسب كثرة الأعمال الصالحة، لينال المكثر مائة درجة، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، ومن زاد فقد تميز بالفردوس الأوسط ثم الأعلى، ويؤكد ذلك ما ورد في حديث معاذ -رضي الله عنه- حين استسمح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يخبر الناس بذلك؛ فرد عليه قائلًا: "ذر الناس يعملون، فإن في الجنة مائة درجة ... " إلخ الحديث، ومنها أسلوب القصر البليغ الذي يؤكد بأنهم لا ينفكون عن الجنة أبدًا، حين قدم خبر إن عن اسمها في قوله: "إن في الجنة مائة درجة"، مع إفادة التقديم من البشارة وسرعة إدخال السرور، وتقرير الجزاء منذ البداية لزيادة الأمن والطمأنينة، ثم يكون ما تلاه توضيحًا للجنة وتفسيرًا لها بمائة درجة، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فيكون السرور أعظم والأمن أكثر، ليزداد الذين آمنوا إيمانًا مع إيمانهم، حتى لا ينتهي العمل إلى حد معين، بل يتفاضلون فيه بالزيادة المستمرة: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} .
التصوير الفني في بلاغة الأسلوب البياني، المستمد من الألوان الخيالية، يتخذ منها صورًا أدبية بليغة، يغتذي منها الذوق، وتتهذب بقيمها النفوس الزكية، فالصورة الأولى جاءت في التشبيه الضمني البليغ، في قوله: "جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها"،
نام کتاب : التصوير النبوي للقيم الخلقية والتشريعية في الحديث الشريف نویسنده : علي علي صبح جلد : 1 صفحه : 106