عطفه عليه ولا كذلك الثاني.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «وفي كل خير» لأن الإستعداد بالإيمان عند كل منهما، ولكن الأول: نماه بالعمل الطيب فازداد رسوخا وثباتا، وأتي أكله عند كل منهما، ولكن الأول: نماه بالعمل الطيب فازداد رسوخا وثباتا، وأتي أكله كل حين بإذن ربه، وأما الثاني فإنه أهمله، وإن لم يتداركه بالعناية وصالح العمل خشي عليه الذبول فالموت فعقد الخير.
فالغرض من هذه الجملة الحث على العناية بشجرة الإيمان بسقيها والقيام عليها وإبعاد الحشرات منها حتى يثمر للعبد عزة في دنياه وسعادة في أخراه.
2- أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالحرص على النافع
في الدنيا والآخرة، فالمؤمن لا يدع فرصة يستطيع فيها كسب مال أو جاه أو علم نافع من علوم الحياة كرياضة أو هندسة أو طب أو تربية أو كسب خلق طيب أو تنميته أو أداء عمل يقرب إلى الله وينفع في الآخرة كقراءة قرآن ومدارسة ودين وصلاة أو صيام. لا يدع فرصة يستطيع فيها شيئا من ذلك إلا انتهزها.
3- ولا ينسى ربه عند مباشرة الأسباب فإن العوائق جمة
«1» والحاجة إلى مدده في كل لحظة دائمة فإن لم يستعن به ربما وقف عن غايته.
إذا كان عون الله للمرء مسعفا ... تأى له من كل أمر مراده
وإن لم يكن عون من الله للفتى ... فأول ما يجني عليه اجتهاده
فليستعن بالله الذي بيده كل شيء ومنه التيسير وبه التوفيق إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [2] .
4- ولا ييأس من الوصول إلى غرضه
وقد ملأت الثقة بالله نفسه بل ليطرح عنه الكسل جانبا والتقاعد والخمول ظهريا وليقل كما كان يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل» [3] وفي هاتين الجملتين ([2] و [3]) إرشاد إلى ما به يقوى الإيمان فإن قوة العزيمة والجد في مباشرة العمل بعد بحثه وتبين الصالح منه مع الثقة
(1) جمّة: الكثيرة. [2] سورة الفاتحة، الآية: 5. [3] سيأتي تخريجه ص 218 (89) .