وكمال، أو خير وإحسان، والمراد هنا الميل الإختياري دون الطبعي القسري [1] .
الشرح:
آية الإيمان الحق أن يرى الفرد نفسه عضوا في المجتمع، نفعه نفع لنفسه، وضره إضرار بها، فإذا أحس هذا الإحساس الصادق، وانطبع في نفسه رأى غيره كنفسه، بل رآه نفسه، فيحب له مثل ما يحب لنفسه، يحب لنفسه علما واسعا، وخلقا طيبا، وعملا صالحا، ومكانا عاليا، وشرفا ساميا، يحب لها بيتا جميلا؛ ومالا غزيرا، وضياعا واسعة، وزوجا صالحة، وبنين شهودا، وركوبا ذلولا [2] ، وأقرباء مخلصين، وإخوانا صالحين، وخدما طائعين! فليحب لأخيه ابن أخيه- دنا أو علا- كل ذلك، أما أن يحب لنفسه أمرا ولا يحبه لغيره، ويحسده أو يحقد عليه إن ناله فذلك مناف للإيمان، بل ذلك بقية من آثار الكفران، وكما يحب لغيره ما يحب لنفسه يبغض له ما يبغض لها، يبغض الفقر والذل، والاستعباد والانحطاط، والبلاء في المال أو النفس أو الأولاد، وغير ذلك من الأمور المكروهة، فليبغض لأخيه ما يبغض لنفسه وفاء بحق الإيمان.
5- باب: علامات النفاق- 1-
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربع من كنّ فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من النّفاق حتّى يدعها، إذا ائتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر» . [رواه الشيخان وأصحاب السنن الثلاثة أبو داود والترمذي والنسائي] [3] .
اللغة:
النفاق في اللغة: مخالفة الباطن للظاهر، وأصله من نافقاء [1] القسري: القسر: هو القهر. [2] الذلول: الدابة السهلة والمهيأة. [3] رواه البخاري في كتاب: الإيمان، باب: علامة المنافق (34) . ورواه مسلم في كتاب: الإيمان، باب: بيان خصال المنافق (207) . ورواه أبو داود في كتاب: السنة، باب: الدليل على زيادة الإيمان ونقصه (4688) ، ورواه الترمذي في كتاب: الإيمان، باب: ما جاء في علامة المنافق (2632) . ورواه النسائي في كتاب: الإيمان، باب: علامة المنافق (5035) .