الحر في تربيته وتهذيبه، ولم يأخذ بيده إلى الحرية المنشودة والحقوق العامة؟ ثم أترى بعد ذلك أن الإسلام لم يحضّ على تعليم البنت وتأديبها، وتهذيبها وتثقيفها، بما ينمّي عقلها، ويحسن أخلاقها، ويرفع شأنها، ويعلمها واجبات بيتها؟ إذا كان الشارع يشيد بذلك في الإماء، فما بالك بالحرائر المحصنات؟ فعلّم بنتك وأدبها يكن لها ولك المستقبل السعيد والعيشة الراضية، والكرامة العالية.
وثانيهم: من آمن بديننا وكتابنا، وإمامنا ونبينا من أهل الكتب المقدسة
يهودا أو نصارى، فأولئك لهم أجران على الإيمان لتعدد جهته.
أجر على الإيمان بدينهم، والعمل بكتابهم.
وأجر على الإيمان بنبينا، والعمل بكتابنا، وفي هذا ترغيب عظيم لليهود أو النصارى في المسارعة إلى اعتناق الإسلام. الذي هو خاتمة الأديان، وأن ما أرادوه من الثواب في المحافظة على دينهم محفوظ لهم إلى ما ينالون من ثواب الإيمان الجديد، والعمل بالقرآن المجيد، فالإسلام لا يغمط [1] لذي حق حقه، ولا يحرم عاملا أجره.
وثالثهم: العبد الذي يقوم بواجب الرق لسيده وواجب العبودية لربه
، فهو لسيده الخادم المطيع والحافظ الأمين، يخلص لسيده في سائر أعماله، يحرص على ماله وينميه، ويحافظ على بناته وبنيه، يرشده إلى ما يراه الخير، وينبهه إلي مواطن الشر، وهو لربه مؤد للحقوق، قائم بالواجبات فلا يلهيه القيام بخدمة سيده، عن القيام بحق بارئه، فإذا ما نودي للصلاة هرول إليها، وإذا ما دعي لمكرمة أجابها، وإذا ما رغب إليه سيده في اقتراف جريمة نصحه وأطاع ربه، فهو بأوامر الدين قائم، ولنواهيه تارك، وللقرآن ذاكر، وللسوء مخاصم، فهذا له أجران: أجر النصح لسيده، وأجر الطاعة لربه.
هذا والعدد لا مفهوم له. فهناك من يؤتى أجره مرتين غير أولئك. كنساء الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قال الله فيهن: وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً [2] ، وكمن يتصدق على قريبه له أجران: أجر [1] يغمط: غمط: استصغر واحتقر. [2] سورة الأحزاب، الآية: 31.