نام کتاب : الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية ومعه النفحات السلفية بشرح الأحاديث القدسية نویسنده : المناوي، عبد الرؤوف جلد : 1 صفحه : 163
133- "ما تقرب إلي عبدي المؤمن بمثل الزهد في الدنيا، ولا تعبدني بمثل أداء ما افترضته"[1]. رواه القضاعي عن ابن عباس.
ش- زهد في الشيء: تركه، وأعرض عنه؛ فهو زاهد، والجمع زهاد. والدنيا: عبارة عن الأعيان الثابتة، وهي: الأرض، وما عليها من المواليد الثلاثة، وهي: الجمادات، والنباتات، والحيوانات، مما للإنسان فيها حظ، ولذة مالية، أو جاهية، وله في صلاحها شغل لحظه، أو لحظ غيره، فيندرج فيه الحرف، والصناعات. وقد تقدم معنى التقريب إلى الله عز وجل في الحديث المتقدم، وقد ذكرنا: أن الله جل ذكره يتصف بالتقرب، وأتينا هناك بما يشفي الصدر.
والمعنى -والله أعلم-: أن الله عز وجل يخبرنا بأن العبد المؤمن ما تقرب إليه جل، [1] رواه القضاعي رقم "1458"من حديث ابن عباس. وفي إسناده جويبر متروك، وفيه انقطاع بين ابن عباس، والضحاك. والحديث ضعيف.
ساكن في القلب يعمُره ... لست أنساه فأذكره
غاب عن سمعي وعن بصري ... فسويد القلب يبصرُه
قال الفضيل بن عياض[1]: إن الله تعالى يقول: "كذب من ادَّعى محبتي، ونام عني. أليس كل محب يحب خلوة محبوبه؟ ها أنا مطَّلع على أحبابي، وقد مثلوني بين أعينهم، وخاطبوني على المشاهدة، وكلموني بحضور، غدًا أقرأعينهم في جناتي" ومن أشار إلى غير هذا فإنما يشير إلى الإلحاد من الحلول والاتحاد والله ورسوله بريئان منه، وإذا وصل العبد إلى هذه المنزلة اقتضى أنه إذا سأل الله شيئًا أعطاه إياه، وإذا دعاه بشيء أجاب دعاءه، فيصير مجاب الدعوة لكرامته على الله تعالى، وقد كان كثير من السلف الصالح من الصحابة وغيرهم مجاب الدعوة، ولولا الإطالة لسردت لك جملة صالحة من ذلك. والله أعلم. [1] الفضيل بن عياض هو: أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض بن محمد بن عبد الله بن موسى بن عياض اليحصبي الإمام العلامة - يكنى: أبا الفضل سبتى الدار والميلاد، أندلسي الأصل، له تصانيف كثيرة منها: "كمال المعلم في شرح صحيح مسلم" و "الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم". أبدع فيه كل الإبداع. ولد في سبتة في شهر شعبان سنة "496 "هـ وتوفي رحمه الله بمراكش سنة "544"هـ رحمه الله.
نام کتاب : الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية ومعه النفحات السلفية بشرح الأحاديث القدسية نویسنده : المناوي، عبد الرؤوف جلد : 1 صفحه : 163