نام کتاب : الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية ومعه النفحات السلفية بشرح الأحاديث القدسية نویسنده : المناوي، عبد الرؤوف جلد : 1 صفحه : 128
أو بعيدًا، ذا رحم، أو صاحب، وصديق، ولا يقصدون بذلك إلا التقرُّب إلى الله جل ذكره، والزلفى إليه.
وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل الزيارة، وما للزائر من الخير العظيم: روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ رجلًا زار أخًا له في قرية فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكًا، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تربُّها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله. قال: فإني رسول الله إليك؛ بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه" [1] والمدرجة بفتح الميم والراء: الطريق، وأرصده: أعد له ملكًا يقعد له على الطريق يترقبه. وقوله: "تربها" أي: تقوم بها، وتسعى في صلاحها.
وروي البزار وأبو يعلى بإسناد جيد عن أنس رضي الله عنه؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من عبد أتي أخاه يزوره في الله إلا ناداه من السماء: أن طِبت، وطابت لك الجنة، وإلا قال الله في ملكوت عرشه: عبدي زار فيَّ وعليَّ قراه، فلم يرضَ له بثواب دون الجنة" [2] فهؤلاء وجبت لهم محبة الله عز وجل، والمحب مع من أحب يوم القيامة. نسأل الله أن يجعلنا منهم، وأن يهدينا طريقهم!
النوع الخامس: المتباذلون في الله؛ أي: من بذل ماله، وجاهه، وما يقدر عليه، وأعطاه، وسمح به لأخيه المؤمن المستحق عن طيب نفس ابتغاء مرضاة الله، ولم يقصد بذلك سوى وجه الله تبارك وتعالى. قال الباجي: أي: الذين يبذلون أنفسهم في مرضاته من الإنفاق على جهاده عدوه، وغير ذلك مما أمروا به. والله أعلم.
والحديث رواه أيضًا مالك في الموطأ مطولًا. [1] رواه أحمد في المسند "2/ 292و408"، والبخاري في الأدب المفرد رقم"530"، ومسلم رقم"2567"، والبغوي في شرح السنة رقم "3465"وابن حبان رقم "572" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. [2] رواه أبو يعلى رقم "4140". والبزار رقم "1918". وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد "8/ 173"وقال: رواه البزار وأبو يعلى ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير ميمون بن عجلون وهو ثقة. من حديث أنس رضي الله عنه ويشهد له ما قبله.
103 "حقَّت محبتي للمتحابين في، أظلهم في ظل العرش يوم القيامة
نام کتاب : الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية ومعه النفحات السلفية بشرح الأحاديث القدسية نویسنده : المناوي، عبد الرؤوف جلد : 1 صفحه : 128