خالد بْن يوسف بْن سَعْد بْن الْحَسَن بْن بدر بْن المفرج بْن بكار النابلسي الشافعي أَبُو البقاء
أحد المحدثين المشهورين والحفاظ المعروفين، كَانَ خيرا صالحا، حسن الأخلاق، ملازما بقراءة الحديث والنظر فِي الأسانيد، حَافِظًا لكثير من اللغة والأسماء المشتبهة، والنسب المختلفة، كثير المذاكرة بذلك والسؤال عَنْهُ والامتحان بِهِ للطلاب، خبيرا بالكتب ومصنفيها، عارفا بخطوط الفضلاء، انقضى عمره فِي خدمة الحديث قراءة، ومطالعة، وسماعا وإسماعا بدمشق، وضبطا وتحريرا، أكثر من المسموعات والشيوخ، فمن شيوخه بدمشق: الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد القاسم بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن عساكر، وَمُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الخصيب، وحنبل الرصافي، وابن طبرزد، والكندي، وَأَبُو المعالي بْن الزَّنْفِ، وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد المجيب بْن أَبِي القاسم بْن زهير الحربي، وَأَبُو المحاسن مُحَمَّد بْن كامل التنوخي، وَأَبُو نزار ربيعة بْن الْحُسَيْن اليماني، وَأَبُو بكر بْن مندويه، وَأَبُو الفتح نصر اللَّه بْن يوسف بْن مكي الحارثي، والقاضي أَبُو القاسم بْن الحرستاني، وَأَبُو البركات بْن ملاعب، والقاضي أَبُو المعالي بْن المنجي، وست الكتبة بنت الطراح، وزينب بنت إبراهيم القيسية، ورحل إِلَى بغداد وأقام بها مدة، وسمع عَلَى جماعة كثيرة من شيوخها، مثل الْحَافِظ أَبِي مُحَمَّد عَبْد العزيز بْن محمود بْن الأخضر، وأبي مُحَمَّد عَبْد العزيز بْن منينا، وأبي العباس أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن بركة بْن الدبيقي، وأبي منصور سعيد بْن مُحَمَّد بْن الرزاز.
وحدث قديما فِي سنة ست وَعِشْرِينَ وست مائة، سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الفتح بْن الحاجب وَأَبُو القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن شحاتة، وجماعة من الطلبة القدماء، مولده فِي سنة ست وَثَمَانِينَ وخمس مائة، وولي فِي آخر عمره مشيخة دار الحديث النورية، وَتُوُفِّيَ فِي يوم الجمعة سلخ جمادى الأولى سنة ثلاث وَسِتِّينَ وست مائة، وصلي عليه من يومه بعد العصر بجامع دمشق، ودفن بمقبرة باب الصغير، وكانت جنازته حافلة، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وإيانا.