269 -: 591 وَبِهِ إِلَى الدِّينَوَرِيِّ، قثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِرَاشٍ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا الْعَلاءُ بْنُ عَمْرٍو الْحَنَفِيُّ، ثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي خَلْدَةَ وَهُوَ خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وَهُوَ رُفَيْعٌ الرِّيَاحِيُّ، قَالَ كُنْتُ آتِي ابْنَ عَبَّاسٍ وَقُرَيْشٌ حَوْلَهُ فَيَأْخُذُ بِيَدِي فَيُجْلِسُنِي مَعَهُ فِي السَّرِيرِ، فَتَغَامَزَتْ بِي قُرَيْشٌ، فَفَطَنَ لَهُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: هَكَذَا §هَذَا الْعِلْمُ يَزِيدُ الشَّرِيفَ شَرَفًا، وَيُجْلِسُ الْمَمْلُوكَ عَلَى الأَسِرَّةِ "
وبه إلى الدينوري، قثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا الرياشي، قال: سمعت الأصمعي يقول: دخل عطاء بن أبي رباح على عبد الملك بن مروان وهو على سريره وحواليه الأشراف من كل بطن وذلك بمكة في وقت حجه في خلافته، فلما بصر به قام إليه فسلم عليه وأجلسه معه على السرير، وقعد بين يديه، وقال له: يا أبا محمد حاجتك؟ فقال يا أمير المؤمنين! اتق الله في حرم الله وحرم رسوله، فتعاهده بالعمارة، واتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار، فإنك بهم جلست هذا المجلس، واتق الله في أهل الثغور؛ فإنهم حصن المسلمين، وتفقد أمور المسلمين، فإنك وحدك المسئول عنهم، واتق الله فيمن على بابك لا تغفل عنهم، ولا تغلق دونهم بابك، فقال له: أفعل.
ثم نهض وقام، فقبض عليه عبد الملك فقال يا أبا محمد! إنما سألت حوائج غيرك، وقد قضيناها فما حاجتك؟ فقال ما لي إلى مخلوق حاجة، ثم خرج، فقال عبد الملك: هذا وأبيك الشرف، هذا وأبيك السؤدد ".