تمهيد
الخطيب البغداديّ يرحمه الله من أَشْهر الأعلام المسلمين، طارت شهرته في عصره، وبعد عصره، وكتب الله له، ولكتبه الشّهرة، والصّيت الذّائع في أصقاع المعمورة، مع حُسْن القبول في أوساط أهل العلم والمشتغلين به ... ومن هنا رصّع المصنّفون في التّأريخ، والسّير، والأنساب، وطبقات المحدّثين، والفقهاء، والنّحاة، ومعاجم الأدباء، والفهارس، والأعلام مصنّفاتهم بتراجم له، تختلف في طولها وقصرها، تعرّضوا فيها للتّعريف بأحواله وأخباره، وحَلّه وترحاله، وعرض أهمّ أعماله، وآثاره ... حتّى إنّ عددًا من أهل العلم أفرد المصنّفات، أو البحوث في جوانب معيّنة من جوانب شخصيّته، وتناولوها بالبحث والتّحليل.
وكانت شخصيّته العلميّة، ومؤلّفاته محلّ بحث، ونقاش، ودراسة من قِبَل أهل العلم الذين عاشوا في قرنه، ومن جاء بعدهم إلى يومنا هذا ...
وللجامعات الإسلاميّة، والعربيّة دور جيّد في إبراز مكانته، والتّشجيع على تحقيق كتبه ومُخَرّجاته، ودراستها، والإفادة منها، ومن ثمّ طبعها، ونشرها، وكذا إفراد المصنّفات المستقلّة في دراسة حياته في مختلف جوانبها، أو دراسة موارده الّتي استقى منها في إعداد بعض تآليفه وتصانيفه يرحمه الله.
وقد رأيت أن أجمع ما وقفت عليه من مصادر، ومراجع ترجمته في الكتب السّالفة الذّكر، وأسماء المصنّفات، أو البحوث المؤلّفة عن حياته عموما أو أيّ جانب من جوانبها - خصوصا - تحت هذا التّمهيد، مرتّبا لها على نسق حروف المعجم، خاتما بذكر من ترجم له في عدد من الرّسائل الجامعيّة الّتي تناولت دراسة جوانب معيّنة في بعض تصانيفه،