إلى الانتخاب والتّخريج من مرويّاتهم وسماعاتهم وإجازاتهم؛ أو من أصول وسماعات وإجازات شيوخهم، أو أقرانهم، أو تلاميذهم؛ ما حصّلوه من ثمرة طلبهم، وتحصيلهم، ورحلتهم، وسماعهم من القدماء، ومن نزل عليهم من العلماء الغرباء ما يرون أنّ فيه فائدة لا توجد عند غيرهم من الشّيوخ ...
قال الخطيب - رحمه الله - في: (الجامع) [1] : "كان بعض مشايخنا يقول: من أراد الفائدة فليكسِر قلم النّسخ، وليأخذ قلم التّخريج" [2] .
وتتوقّف أهميّة الأحاديث المنتخبة وقيمتها على منزلة صاحب أحاديثها، ومنتخبها عليه، وقدرهما ...
لا سيّما إذا خُدمت هذه الأحاديث بالكلام على أسانيدها، ومتونها، والإبانة عن صحيحها وسقيمها، وطرقها وشواهدها، والكشف عن عللها، وأوهام رواتها من قِبَل أحد أئمّة هذا الشّأن وأربابه، وحفظته ونقّاده ... كالطّبرانيّ، والدّارقطنيّ، وخلف الواسطيّ الحافظ، وأبي بكر الخطيب البغداديّ، وأبي طاهر السّلفيّ، ومحمد عبد الواحد المقدسيّ، وأبي موسى المدينيّ، وأضرابهم من نَقَلَة الآثار، ونقّاد الأخبار.
والإمام، الحافظ، النّاقد، العَلم: أبو بكر الخطيب البغداديّ [1] (2/428) . [2] أي: قلم الانتقاء، والانتخاب ... ذلك أنّ من أراد الانتخاب على عالم أخذ القلم، ورسم على ما ينتخبه من أصول هذا العالم، سواء أكان هذا الرّسم حرفا أم حرفين، أم خطا بالسّواد، أو الحمرة، في المتن أو الحاشية.
انظر: الجامع (2/224 - 225) .