44- أخبرنا محمود، قال: أنا عبد الله، قال: أنا الحسن، قال: نا أبو الحسن المدائني، قال: قال كليب بن خلف:
قال عبد الكريم المازني لعبد الله بن عبد الله بن الأهتم: كيف كان حزنك على أهل بيتك؟ قال: ما ترك حب الغداء والعشاء في قلبي حزناً على أحدٍ.
45- أخبرنا محمود، قال: أنا عبد الله، قال: أنا الحسن بن علي، قال: أنا أبو الحسن المدائني، عن أبي عبد الرحمن العجلاني، عن إسماعيل بن يسار، قال:
مات ابن لأرطاة بن سهية المري -مرة غطفان- فأقام على قبره حولاً، يأتيه في كل غداةٍ، فيقول: يا عمرو، إن أقمت حتى أمسي هل أنت رائحٌ معي؟ ثم يبكي وينصرف؛ ويأتيه عند المساء فيقول: يا عمرو، إن أقمت حتى أصبح، هل أنت غادٍ معي؟ ويبكي وينصرف.
فلما كان في رأس الحول تمثل بشعر لبيدٍ:
-[45]-
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ... ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر
ثم ترك أرطاة قبر ابنه، فقال:
وقفت على قبر ابن ليلى فلم يكن ... وقوفي عليه غير مبكىً ومجزع
هل أنت ابن ليلى إن نظرتك رائحاً ... مع الركب أو غادٍ غداة غدٍ معي
فلو كان لبي شاهداً ما أصابني ... سهو على قبرٍ بأحجار أجزع
فما كنت إلا والهاً بعد زفرةٍ ... على شجوها بعد الحنين المرجع
متى لا تجد تنصرف لطياتها ... من الأرض أو ترجع لإلفٍ ومرتع
على الدهر فاعتب، إنه غير معتبٍ ... وفي غير من قد وارت الأرض فاطمع