responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الانتصار لأصحاب الحديث نویسنده : السمعاني، أبو المظفر    جلد : 1  صفحه : 55
خالفها وَكَثُرت عِنْدهم وَفِي أَيْديهم حَتَّى اشتهروا بهَا كَمَا اشْتهر الْبَزَّاز ببزه والتمار بتمره والعطار بعطره
ثمَّ رَأينَا أَقْوَامًا انسلخوا من حفظهَا ومعرفتها وتنكبوا اتِّبَاع أَصَحهَا وأشهرها وطعنوا فِيهَا وفيمن أَخذ بهَا وزهدوا النَّاس فِي جمعهَا ونشرها وضربوا لَهَا ولأهلها أَسْوَأ الْأَمْثَال فَعلمنَا بِهَذِهِ الدَّلَائِل الظَّاهِرَة والشواهد الْقَائِمَة أَن هَؤُلَاءِ الراغبين فِيهَا وَفِي جمعهَا وحفظها واتباعها أولى بهَا وأحق من سَائِر الْفرق الَّذين تنكبوا أَكْثَرهَا
وَهِي الَّتِي تحكم على أهل الْأَهْوَاء بالأهواء لِأَن الِاتِّبَاع عِنْد الْعلمَاء هُوَ الْأَخْذ بسنن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّتِي صحت عَنهُ عِنْد أَهلهَا ونقلتها وحفاظها والخضوع لَهَا وَالتَّسْلِيم لأمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهَا تَقْلِيد لمن أَمر الله بتقليده والإئتمار بأَمْره والانتهاء عَمَّا نهى الله عَنهُ
وَوجدنَا أهل الْأَهْوَاء الَّذين استبدوا بالآراء والمعقولات بمعزل عَن الْأَحَادِيث والْآثَار الَّتِي هِيَ طَرِيق معرفَة سنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
فَهَذَا الَّذِي قُلْنَاهُ سمة ظَاهِرَة وعلامة بَيِّنَة تشهد لأهل السّنة باستحقاقها وعَلى أهل الْأَهْوَاء فِي تَركهَا والعدول عَنْهَا بِأَنَّهُم لَيْسُوا من أَهلهَا
وَلَا نحتاج فِي هَذَا إِلَى شَاهد أبين من هَذَا وَلَا إِلَى دَلِيل أَضْوَأ من هَذَا
فَإِن قَالُوا إِن لكل فريق من الْأَهْوَاء وَأَصْحَاب الآراء حجَجًا من آثَار رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحتجون بهَا
قُلْنَا أجل وَلَكِن يحْتَج بقول التَّابِعِيّ على قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو بِحَدِيث مُرْسل ضَعِيف على حَدِيث مُتَّصِل قوي

نام کتاب : الانتصار لأصحاب الحديث نویسنده : السمعاني، أبو المظفر    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست