والذي قاله أبو حفص قد تقدمه جماعة من الأئمة قبله، فوافقوا قوله، وذلك ما لا يخفى ظهوره، ولا يستتر مشهوره، والذين ذكر فيهم ذلك لم يبلغوا رتبة مالك في الرحلة إليهم والاعتماد عليهم كسعيد بن المسيب مع تعلقه من العلم والدين بأقوى سبب فلذا أشبه بالتأويل من غيره، كالعمري الزاهد ومن يجري مجراه في فضله وخيره، فأما الرحلة من الآفاق والشهرة بالإمامة على الإطلاق، فلم يكن لواحد منهم سوى مالك، وكفاه ذلك.
سمعت أبا طاهر السلفي يقول: سمعت أبا عبد الله الثقفي يقول: سمعت أبا صادق الصيدلاني يقول: سمعت أبا العباس الأصم يقول: سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: ((إذا وجدت لمالك حديثاً صحيحاً، فشد يديك به، فإنه حجة)) .
وسمعت أبا طاهر يقول: سمعت أبا الفتح الماكي، يقول: سمعت