نام کتاب : صحيح البخاري نویسنده : البخاري جلد : 7 صفحه : 136
بَابُ السِّحْرِ
وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى المَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ المَرْءِ وَزَوْجِهِ، وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ، وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ، وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ} [البقرة: 102] وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69] وَقَوْلِهِ: {أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ} [الأنبياء: 3] وَقَوْلِهِ: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} [طه: 66] وَقَوْلِهِ: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ} [الفلق: 4] وَالنَّفَّاثَاتُ: السَّوَاحِرُ، {تُسْحَرُونَ} [المؤمنون: 89]: تُعَمَّوْنَ W [ ش (السحر) هو أمر خارق للعادة صادر عن نفس شريرة لا يتعذر معارضته. وهو ثابت محقق لدى جمهور العلماء دلت عليه نصوص من الكتاب - كالتي أتى بها البخاري - ونصوص من السنة ستأتي عن قريب وحوادث وقعت. قال في الفتح قال النووي والصحيح أن له حقيقة وبه قطع الجمهور وعليه عامة العلماء ويدل عليه الكتاب والسنة الصحيحة المشهورة. اه -. وله تأثير في الخارج ولا استحالة في العقل أن يخرق الله تعالى العادة عند النطق بكلام ملفق أو تركيب أجسام ونحوه على وجه لا يعرفه أحد. وقد يكون أحيانا خداعا وتخيلات لا حقيقة لها يصرف المشعوذ بها الأبصار عما يتعاطاه بخفة يده موهما قلب الحقائق. والعمل بالسحر كبيرة بإجماع المسلمين وقد يكون كفرا إن كان فيه ما يقتضي الكفر كإهانة القرآن ونحوه وكذلك تعلمه وتعليمه. وإذا لم يكن فيه ما يقتضي الكفر عزر متعاطيه واستتيب منه فإن تاب قبلت توبته عند الشافعية وقال أحمد ومالك رحمهما الله تعالى الساحر كافر ولا يستتاب ولا تقبل توبته بل يتحتم قتله بالخنجر. وذكر العيني أنه قول أبي حنيفة ومحمد رحمهما الله تعالى قال في الفتح وقد أجاز بعض العلماء تعلم السحر لأحد الأمرين إما لتمييز ما فيه كفر من غيره وإما لإزالته عمن وقع فيه. وكل ما سبق مشروط أن لا يكون في تعلمه ما يكفر أو يخل بالاعتقاد. (وما أنزل على الملكين) الأصح أنهما ملكان أنزلهما الله تعالى امتحانا للناس وكان عملهما امتثالا لأمر الله عز وجل. (ببابل) مدينة كانت في العراق. (فتنة) اختبار وامتحان وابتلاء
(فلا تكفر) فلا تتعلم ما يكون به كفر أو يكون سبب الكفر. (بإذن الله) بعلمه وقضائه وتكوينه أي فهو قادر على منع الضرر لو أراد. (اشتراه) اختار السحر وتعلمه على اتباع شرع الله تعالى وامتثال أمره واجتناب نهيه
(خلاق) حظ ونصيب من رحمة الله تعالى ورضوانه. (لا يفلح) لا يفوز ببغيته بفعله ما فعله من السحر مهما سلك من الطرق ونوع الأساليب
(أفتأتون السحر. .) هو حكاية لقول الكفرة الذين استبعدوا بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فقال قائلهم منكرا على من اتبعه أتتبعونه حتى تصيروا كمن اتبع السحرة وهو يعلم أن ما يأتون به سحر؟. (يخيل) وهذا دليل على أن بعض أنواع السحر خداع وتخييل. (تسعى) تتحرك وتضطرب
(النفاثات) اللواتي ينفخن مع ريق أثناء صنعهن للسحر. (العقد) التي يصنعنها بالخيوط ونحوها. (تسحرون) تخدعون وتصرفون عن الحقيقة]
5761 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الحَارِثِ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ: «§نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَمَنِ الكَلْبِ، وَمَهْرِ البَغِيِّ، وَحُلْوَانِ الكَاهِنِ» W5428 ([5]/2172) -[ ر 2122]
5762 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسٌ عَنِ الكُهَّانِ، فَقَالَ: «لَيْسَ بِشَيْءٍ» فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَا أَحْيَانًا بِشَيْءٍ فَيَكُونُ حَقًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «§تِلْكَ الكَلِمَةُ مِنَ الحَقِّ، يَخْطَفُهَا مِنَ الجِنِّيِّ، فَيَقُرُّهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ، فَيَخْلِطُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ» قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مُرْسَلٌ: «الكَلِمَةُ مِنَ الحَقِّ» ثُمَّ بَلَغَنِي أَنَّهُ أَسْنَدَهُ بَعْدَهُ W5429 (5/2173) -[ ش (عن الكهان) أي قولهم وهل يصدقون في هذا. (ليس بشيء) يعتمد عليه لأنه لا أصل له. (حقا) واقعا وثابتا. (تخطفها) من الخطف وهو الأخذ بسرعة. (الجني) واحد الجن وهم خلق من خلق الله تعالى مكلفون كالإنس وإن اختلفوا عنهم في صفاتهم. (فيقرها) يصبها. (وليه) أي الكاهن الذي يواليه. (مرسل) أي هذا القدر من الحديث كان يرسله عبد الرزاق والمرسل هو ما لم يذكر فيه الصحابي]
[5859، 7122، وانظر 3038]
5763 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ، يُقَالُ لَهُ لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ، حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ عِنْدِي، لَكِنَّهُ دَعَا وَدَعَا، ثُمَّ قَالَ: " يَا عَائِشَةُ، أَشَعَرْتِ أَنَّ §اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ، أَتَانِي رَجُلاَنِ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ، قَالَ: فِي أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ، وَجُفِّ طَلْعِ نَخْلَةٍ ذَكَرٍ. قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ " فَأَتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -[137]- فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَجَاءَ فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الحِنَّاءِ، أَوْ كَأَنَّ رُءُوسَ نَخْلِهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَفَلاَ اسْتَخْرَجْتَهُ؟ قَالَ: «قَدْ عَافَانِي اللَّهُ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ فِيهِ شَرًّا» فَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ تَابَعَهُ أَبُو أُسَامَةَ، وَأَبُو ضَمْرَةَ، وَابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ هِشَامٍ، وَقَالَ: اللَّيْثُ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامٍ: «فِي مُشْطٍ وَمُشَاقَةٍ» يُقَالُ: المُشَاطَةُ: مَا يَخْرُجُ مِنَ الشَّعَرِ إِذَا مُشِطَ، وَالمُشَاقَةُ: مِنْ مُشَاقَةِ الكَتَّانِ W5430 (5/2174) -[ ش (أن أثور) وفي بعض النسخ (أن أثير)]
[ر 3004]
نام کتاب : صحيح البخاري نویسنده : البخاري جلد : 7 صفحه : 136