responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شعب الإيمان نویسنده : البيهقي، أبو بكر    جلد : 9  صفحه : 321
6710 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ، قَالَا: نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، نا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ عَابِدٌ، وَكَانَ مُعْتَزِلًا فِي كَهْفٍ لَهُ، قَالَ: وَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ، قَدْ أُعْجِبُوا بِعِبَادَتِهِ، فَبَيْنَمَا هُمْ عِنْدَ نَبِيِّهِمْ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِذْ ذَكَرُوهُ، فَآمَنُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهُ §لَكَمَا تَقُولُونَ، لَوْلَا أَنَّهُ تَارِكٌ لِشَيْءٍ مِنَ السُّنَّةِ، قَالَ: لِنَقُلْ ذَلِكَ إِلَى الْعَابِدِ، قَالَ: فَفَكَّرَ الْعَابِدُ، فَقَالَ: عَلَامَ أُذِيبُ نَفْسِي وَأَنْصِبُهَا، أَصُومُ النَّهَارَ، وَأَقْوَمُ اللَّيْلَ، وَأَنَا تَارِكٌ لِشَيْءٍ مِنَ السُّنَّةِ، قَالَ: فَهَبَطَ مِنْ مَكَانِهِ، قَالَ: وَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسُ عِنْدَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَرَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ، وَالنَّبِيُّ لَا يَعْرِفُهُ بِوَجْهِهِ وَيَعْرِفُهُ بِاسْمِهِ، قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنِّي ذُكِرْتُ عِنْدَكَ بِخَيْرٍ، فَقُلْتَ: إِنَّهُ لَكَمَا تَقُولُونَ لَوْلَا أَنَّهُ تَارِكٌ لِشَيْءٍ مِنَ السُّنَّةِ، فَإِنْ كُنْتُ تَارِكًا فَعَلَامَ أُذِيبُ نَفْسِي، أَصُومُ النَّهَارَ وَأَقْوَمُ اللَّيْلَ؟، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْتَ فُلَانٌ؟ "، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: مَا هُوَ بِشَيْءٍ أَحْدَثْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ إِلَّا لَكَ لَا تَرَوَّحُ، قَالَ لَهُ الْعَابِدُ: وَمَا هُوَ هَذَا؟، قَالَ: لَا، وَكَانَ الْعَابِدُ اسْتَخَفَّ بِذَلِكَ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ، قَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ فَعَلَ النَّاسُ مَا فَعَلْتَ، مِنْ أَيْنَ كَانَ يَكُونُ هَذَا النَّسْلُ؟ مَنْ كَانَ يَتَّقِي الْعَدُوَّ عَنْ ذَرَارِي الْمُسْلِمٌينَ؟ مَنْ كَانَ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ؟، وَمَنْ كَانَ يَجْمَعُ فِي الْمُسْلِمِينَ؟، قَالَ: فَعَرَفَ الْعَابِدُ، قَالَ: فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، هُوَ كَمَا قُلْتَ، بِأَبِي أَنْ أَكُونَ أُحَرِّمُهُ، وَلَكِنِّي أُخْبِرُكَ عَنِّي، أَنَا رَجُلٌ فَقِيرٌ، وَأَنَا كَلٌّ عَلَى النَّاسِ، وَهُمْ يُطْعِمُونَنِي وَيَكْسُونَنِي، لَيْسَ لِي مَالٌ، فَأَنَا أَكْرَهُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً مُسْلِمَةً أَعْضِلُهَا، وَلَيْسَ عِنْدِي مَا أُنْفِقُ عَلَيْهَا، وَأَمَّا الْأَغْنِيَاءُ فَلَا يُزَوِّجُونَنِي، قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا بِكَ إِلَّا ذَاكَ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَأَنَا أُزَوِّجُكَ ابْنَتِي، قَالَ: وَتَفْعَلُ؟، قَالَ: نَعَمْ، -[322]- قَالَ: قَدْ قَبِلْتُ، فَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ، قَالَ: فَدَخَلَ بِهَا فَوَلَدَتْ لَهُ غُلَامًا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَوَاللهِ مَا وُلِدَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مَوْلُودٌ، وَكَانُوا أَشَدَّ فَرَحًا بِهِ مِنْهُمْ بِذَلِكَ الْغُلَامِ، قَالُوا: ابْنُ عَابِدٍ مِنَّا، وَابْنُ نَبِيِّنَا، إِنَّا نَرْجُو أَنْ يَبْلُغَ اللهُ بِهِ مَا بَلَغَ بِرَجُلٍ مِنَّا، قَالَ: فَلَمَّا بَلَغَ الْغُلَامُ انْقَطَعَ إِلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، قَالَ: فَتَبِعَتْهُ فِئَامٌ مِنْهُمْ كَثِيرٌ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَى كَثْرَتَهُمْ، قَالَ لَهُمْ: إِنِّي أَرَاكُمْ كَثِيرًا، وَإِنَّ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ غَالِبُونَ لَكُمْ، فَبِمَ ذَلِكَ؟ قَالُوا نُخْبِرُكَ، لَهُمْ رَأْسٌ وَلَيْسَ لَنَا رَأْسٌ، قَالَ: وَمَنْ رَأْسُهُمْ؟، قَالُوا: جَدُّكَ، وَلَيْسَ لَنَا رَأْسٌ، قَالَ: فَأَنَا رَأْسُكُمْ، قَالُوا: تَفْعَلُ؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَخَرَجَ وَخَرَجَ مَعَهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ، قَالَ: فَأَرْسَلَ جَدُّهُ وَأَبُوهُ: أَنِ اتَّقِ اللهَ، خَرَجْتَ إِلَيْنَا بِعَبَدَةِ الْأَوْثَانِ، وَتَرَكْتَ الْإِسْلَامَ، وَأَخَذْتَ فِي دِينِ غَيْرِهِ، فَأَبَى، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَرَجَ مَعَهُ أَبُوهُ، فَدَعَوْهُ فَأَبَى، فَاقْتَتَلُوا حَتَّى حَجَزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ، ثُمَّ اقْتَتَلُوا الْيَوْمَ التَّالِي حَتَّى حَجَزَ بَيْنَهُمْ، فَقُتِلَ النَّبِيُّ وَقُتِلَ أَبُوهُ، وَانْهَزَمَ الْمُسْلِمٌونَ، وَضَبَطَ الْأَرْضَ، وَاسْتَوْسَقَ لَهُ النَّاسُ، قَالَ: فَجَعَلَتْ نَفْسُهُ لَا تَدَعُهُ حَتَّى يَتْبَعَ الْمُسْلِمِينَ وَيَقْتُلَهُمْ فِي الْجِبَالِ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ اجْتَمَعَ الْمُسْلِمُونَ، فَقَالُوا: قَدْ خَلَّيْنَا لَهُ عَنِ الْمُلْكِ وَهُوَ يَتْبَعُنَا وَيَقْتُلُنَا، وَانْهَزَمْنَا عَنْ نَبِيِّنَا وَعَابِدِنَا حَتَّى قُتِلَا، وَلَيْسَ يَدَعُنَا أَوْ يَقْتُلَنَا، فَتَعَالَوْا نَتُوبُ إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا فَنُقْتَلُ وَنَحْنُ تَائِبِينَ، فَتَابُوا إِلَى اللهِ وَوَلَّوْا رَجُلًا مِنْهُمْ، فَخَرَجُوا إِلَيْهِ فَاقْتَتَلُوا أَوَّلَ يَوْمٍ حَتَّى حَجَزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ، ثُمَّ غَدَوْا فَاقْتَتَلُوا حَتَّى حَجَزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ، وَكَثُرَتِ الْقَتْلَى بَيْنَهُمْ، وَغَدَوُا الْيَوْمَ الثَّالِثَ فَاقْتَتَلُوا، فَلَمَّا عَلِمَ اللهُ مِنْهُمُ الصِّدْقَ، وَأَنَّهُمْ قَدْ تَابُوا تَابَ اللهُ عَلَيْهِمْ، وَأَقْبَلَتِ الرِّيحُ لَهُمْ، فَقَالَ لَهُمْ صَاحِبُهُمْ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللهُ قَدْ تَابَ عَلَيْنَا وَقَبِلَ مِنَّا، إِنِّي أَرَى الرِّيحَ قَدْ أَقْبَلَتْ مَعَنَا، إِنْ نَصَرَنَا اللهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَأْخُذُوهُ سِلْمًا، فَلَا تَقْتُلُوهُ، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِمُ النَّصْرَ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ فَهَزَمُوهُمْ، وَأَخْذُوهُ أَسِيرًا، وَمَكَّنَ اللهُ لِلْمُسْلِمِينَ فِي الْأَرْضِ، وَظَهَرَ الْإِسْلَامُ، قَالَ: فَجَمَعَ رَأْسُ الْمُسْلِمِينَ خِيَارَ النَّاسِ، فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ فِي هَذَا، بَدَّلَ دِينَهُ، وَدَخَلَ مَعَ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ فِي دِينِهِمْ، وَقَتَلَ نَبِيَّنَا جَدَّهُ، وَقَتَلَ أَبَاهُ، فَقَائِلٌ يَقُولُ: أَحْرِقْهُ بِالنَّارِ يَمُوتُ فَيَذْهَبُ، وَقَائِلٌ يَقُولُ: قَطِّعْهُ قَالَ: فَقَالَ: إِنَّهُ يَمُوتُ فَيَذْهَبُ، قَالُوا: فَأَنْتَ أَعْلَمُ، اصْنَعْ بِهِ مَا شِئْتَ قَالَ: فَإِنِّي أَرَى أَنْ أَصْلُبَهُ حَيًّا، ثُمَّ أَدَعَهُ حَتَّى يَمُوتَ، قَالُوا: افْعَلْ ذَلِكَ قَالَ: فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِ، صَلَبَهُ حَيًّا، وَجَعَلَ عَلَيْهِ بِطِرْسٍ وَلَمْ -[323]- يَقْتُلْهُ، وَجَعَلُوا لَا يُطْعِمُونَهُ وَلَا يَسْقُونَهُ، فَلَبِثَ أَوَّلَ يَوْمٍ وَالثَّانِي وَالْيَوْمَ الثَّالِثَ، فَلَمَّا كَانَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ أَخَذَ الرَّجُلُ إِلَى أَوْثَانِهِ الَّتِي كَانَ يَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ، فَجَعَلَ يَدْعُو صَنَمًا صَنَمًا مِنْهَا، فَإِذَا رَآهُ لَا يُجِيبُهُ تَرَكَهُ وَدَعَا آخَرَ، حَتَّى دَعَاهَا كُلَّهَا فَلَمْ تُجِبْهُ قَالَ: وَجَهِدَ، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي قَدْ جَهِدْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ الْآلِهَةَ الَّتِي كُنْتُ أَدْعُو مِنْ دُونِكَ فَلَمْ تُجِبْنِي، وَلَوْ كَانَ عِنْدَهَا خَيْرٌ أَجَابَتْنِي، وَأَنَا تَائِبٌ إِلَيْكَ رَبَّ جَدِّي وَأَبِي، فَخَلِّصْنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ، فَإِنِّي قَدْ تُبْتُ إِلَيْكَ، وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَتَحَلَّلَ عَنْهُ عَقْدُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْأَرْضِ، فَأُخِذَ فَأُتِيَ بِهِ صَاحِبَهُمْ، فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ فِيهِ؟ فَقَالُوا: إِنَّا نَرَى فِيهِ اللهُ تَخَلَّى عَنْهُ، وَتَسْأَلُنَا مَا نَرَى فِيهِ؟ قَالَ: صَدَقْتُمْ، وَقَالَ: فَخَلُّوا عَنْهُ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَوَاللهِ مَا كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ بَعْدُ رَجُلًا خَيْرًا مِنْهُ "

نام کتاب : شعب الإيمان نویسنده : البيهقي، أبو بكر    جلد : 9  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست