responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة نویسنده : اللالكائي    جلد : 7  صفحه : 1412
2541 - أنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَاذَانَ الْقَزْوِينِيُّ قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْكَيْسَانِيُّ الْقَزْوِينِيُّ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، قَالَ: نا حُصَيْنٌ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: " جِئْتُ فَإِذَا عُمَرُ وَاقِفٌ عَلَى حُذَيْفَةَ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ، وَهُوَ يَقُولُ: §«تَخَافَانِ أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ؟» فَقَالَ حُذَيْفَةُ: «لَوْ شِئْتُ لَأَضْعَفْتُ الْأَرْضَ» . قَالَ عُثْمَانُ: «حَمَّلْتُ أَرْضِي أَمْرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ، وَمَا فِيهَا كَبِيرُ فَضْلٍ» . فَقَالَ عُمَرُ: «انْظُرَا أَنْ تَكُونَا حَمَّلْتُمَا الْأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ» . ثُمَّ قَالَ: «لَإِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ لَأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ الْأَرْضِ لَا يَحْتَجْنَ إِلَى أَحَدٍ بَعْدِي أَبَدًا» . قَالَ: فَمَا أَتَتْ عَلَيْهِ رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَامَ بَيْنَ الصُّفُوفِ فَقَالَ: «اسْتَوُوا» . فَإِذَا اسْتَوُوا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ، فَلَمَّا كَبَّرَ طُعِنَ فِي مَكَانِهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «قَتَلَنِي الْكَلْبُ، أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ» ، فَمَا أَدْرِي أَيَّهُمَا قَالَ. قَالَ: وَمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا ابْنُ عَبَّاسٍ، فَأَخَذَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ، وَكَانَ الْعِلْجُ فِي يَدَيْهِ سِكِّينٌ ذَاتُ طَرَفَيْنِ، لَا يَمُرُّ بِرَجُلٍ يَمِينًا وَشِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ، حَتَّى أَصَابَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مَاتَ مِنْهُمْ تِسْعَةٌ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا لِيَأْخُذَهُ، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهُ يَأْخُذُهُ نَحَرَ نَفْسَهُ، فَصَلَّوُا الْفَجْرَ صَلَاةً خَفِيفَةً، فَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجِدِ فَلَا يَدْرُونَ مَا الْأَمْرُ، غَيْرَ أَنَّهُمْ قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ، وَهُمْ -[1413]- يَقُولُونَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ» ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا، قَالَ عُمَرُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: «مَنْ قَاتِلِي؟» فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: «غُلَامُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ الصَّنَّاعُ» ، وَكَانَ نَجَّارًا، فَقَالَ عُمَرُ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلْ مِيتَتِي بِرَجُلٍ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ، قَاتَلَهُ اللَّهُ، لَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُ مَعْرُوفًا» . ثُمَّ قَالَ لِابْنِ عَبَّاسٍ: «لَقَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ يَكْثُرَ الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ» . وَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: «إِنْ شِئْتَ قَتَلْنَاهُمْ» . فَقَالَ: «بَعْدَمَا تَكَلَّمُوا بِكَلَامِكُمْ، وَصَلَّوْا بِصَلَاتِكُمْ، وَحَجُّوا حَجَّكُمْ» . فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: «لَيْسَ عَلَيْكَ بَأْسٌ» . فَدَعَا بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ أَحْمَرَ، وَدَعَا بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ، فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، فَعَرَفَ أَنَّهُ الْمَوْتُ، فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ انْظُرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ احْسِبْهُ» . فَحَسَبَهُ فَإِذَا هُوَ سِتَّةٌ وَثَمَانُونَ أَلْفًا، فَقَالَ: " إِنْ وَفَّى بِهَا مَالُ آلِ عُمَرَ فَأَدِّهَا، وَإِلَّا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَإِنْ لَمْ تَفِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، فَسَلْ قُرَيْشًا، وَلَا تَعْدُهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ، فَأَدِّهَا عَنِّي، ثُمَّ ائْتِ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ وَسَلِّمْ وَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ وَلَا تَقُلْ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَسْتُ الْيَوْمَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ ". فَأَتَاهَا ابْنُ عُمَرَ فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي، فَسَلَّمَ وَقَالَ: «اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ» . فَقَالَتْ: «كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، وَلَأُوثِرَنَّهُ عَلَى نَفْسِي» . فَلَمَّا جَاءَ قَالُوا: «هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَدْ جَاءَ» ، قَالَ: «ارْفَعَانِي» ، فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ: «مَا لَدَيْكَ؟» قَالَ: «قَدْ أُذِنَ» . قَالَ: «مَا كَانَ شَيْءٌ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ الْمَضْجَعِ، فَإِذَا قُبِضْتُ فَاحْمِلُونِي، ثُمَّ اسْتَأْذِنْ، فَإِنْ أَذِنَتْ فَأَدْخِلْنِي، وَإِنْ رَدَّتْنِي فَرُدَّنِي إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ» . فَلَمَّا تُوُفِّيَ حُمِلَ، فَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ إِلَّا يَوْمَئِذٍ، فَسَلَّمَ عَبْدُ اللَّهِ، فَقَالَ: «اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ» ، فَأَذِنَتْ لَهُ حَيْثُ أَكْرَمَهُ اللَّهُ مَعَ رَسُولِهِ وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالُوا لَهُ -[1414]- حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَقَالَ: «لَا أَحَدَ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّفَرِ الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ، أَيُّهُمُ اسْتُخْلِفَ فَهُوَ الْخَلِيفَةُ بَعْدِي» . فَسَمَّى عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، وَسَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ، «فَإِنْ أَصَابَتْ سَعْدًا وَأَيُّهُمُ اسْتُخْلِفَ فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ، فَإِنِّي لَمْ أَنْزِعْهُ مِنْ عَجْزٍ وَلَا خِيَانَةٍ» . وَجَعَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يُشَاوِرُونَهُ، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ، فَلَمَّا خَلَوْا قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: «اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلَاثَةِ نَفَرٍ مِنْكُمْ» . فَجَعَلَ الزُّبَيْرُ أَمْرَهُ إِلَى عَلِيٍّ، وَجَعَلَ طَلْحَةُ أَمْرَهُ إِلَى عُثْمَانَ، وَجَعَلَ سَعْدٌ أَمْرَهُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَائْتَمَرَ أُولَئِكَ الثَّلَاثَةُ حِينَ جُعِلَ الْأَمْرُ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لِلْآخَرِينَ: «أَيُّكُمَا يَبْرَأُ مِنَ الْأَمْرِ إِلَيَّ عَلَى أَلَّا آلُوَ عَنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ وَأَفْضَلِهِ لَكُمْ؟» فَسَكَتَ عَلِيٌّ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: «أَتَجْعَلُونَهُ إِلَيَّ، أَنَا أَخْرُجُ مِنْهَا، فَوَاللَّهِ لَا آلُو عَنْ أَفْضَلِكُمْ وَخَيْرِكُمْ لِلْمُسْلِمِينَ وَأَفْضَلِهِ لَهُمْ» . فَقَالَا: «نَعَمْ» . فَخَلَا بِعَلِيٍّ، فَقَالَ: «إِنَّ لَكَ مِنَ الْقَرَابَةِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْقِدَمِ وَلِلَّهِ عَلَيْكَ لَإِنِ اسْتَخْلَفْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ، وَإِنِ اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ لَتَسْمَعَنَّ وَتُطِيعَنَّ؟» ثُمَّ خَلَى بِعُثْمَانَ فَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَالَ: «ارْفَعْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ» ، فَبَايَعَهُ، ثُمَّ بَايَعَهُ عَلِيٌّ، ثُمَّ بَايَعَهُ النَّاسُ. قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أُوصِي الْخَلِيفَةَ بَعْدِي بِتَقْوَى اللَّهِ، وَبِالْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ أَنْ يَعْلَمَ لَهُمْ حَقَّهُمْ، وَيَحْفَظَ لَهُمْ حُرْمَتَهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالْأَنْصَارِ خَيْرًا {الَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} أَنْ يَقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَيَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِالْأَنْصَارِ خَيْرًا، فَهُمْ رِدْءُ الْإِسْلَامِ، وَغَيْظُ الْعَدُوِّ، وَجُبَاةُ الْمَالِ، لَا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ إِلَّا فَضْلُهُمْ عَنْ رِضًى مِنْهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالْأَعْرَابِ، فَإِنَّهُمْ -[1415]- أَصْلُ الْعَرَبِ، وَمَادَّةُ الْإِسْلَامِ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهِمْ، فَيُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ رَسُولِهِ أَنْ يُوفَّى بِعَهْدِهِمْ، وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهِمْ، وَأَنْ لَا يُكَلَّفُوا إِلَّا طَاقَتَهُمْ» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ بِطُولِهِ

نام کتاب : شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة نویسنده : اللالكائي    جلد : 7  صفحه : 1412
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست