responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حلية الأولياء وطبقات الأصفياء نویسنده : الأصبهاني، أبو نعيم    جلد : 7  صفحه : 336
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ , ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْمُبَارَكِ، يَقُولُ: «وَهَلِ §الْأَمْرُ إِلَّا مَا كَانَ عَلَيْهِ دَاوُدُ الطَّائِيُّ؟»

حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا أَبُو عِمْرَانَ، ثنا أَسْوَدُ بْنُ سَالِمٍ، أَنَّ دَاوُدَ الطَّائِيَّ، كَانَ يَقُولُ: «§سَبَقَنِي الْعَابِدُونَ , وَقُطِعَ بِي , وَالَهْفَاهُ»

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَا: ثنا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلَانِيُّ، ثنا ظُفُرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، - عَنْ يَحْيَى الْحِمَّانِيِّ، قَالَ: " قُلْتُ لِدَاوُدَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ , مَا تَرَى فِي الرَّمْيِ؟ فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَتَعَلَّمَهُ قَالَ: إِنَّ §الرَّمْيَ لَحَسَنٌ , وَلَكِنْ هِيَ أَيَّامُكَ , فَانْظُرْ بِمَ تَقْطَعُهَا "

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الطَّيَالِسِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ الْخُرَاسَانِيُّ، قَالَ: " قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: " كَانَ §دَاوُدُ مِمَّنْ فَقِهَ , ثُمَّ عَلِمَ , ثُمَّ عَمِلَ , وَكَانَ يُجَالِسُ أَبَا حَنِيفَةَ , فَحَذَفَ يَوْمًا إِنْسَانًا , فَقَالَ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ طَالَتْ يَدُكَ , وَطَالَ لِسَانُكَ قَالَ: ثُمَّ كَانَ يَخْتَلِفُ وَلَا يَتَكَلَّمُ , قَالَ: فَلَمَّا عَلِمَ أَنَّهُ بَصِيرٌ عَمَدَ إِلَى كُتُبِهِ فَفَرَّقَهَا فِي الْفُرَاتِ , وَأَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ , وَتَخَلَّى , وَكَانَ زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ صَدِيقًا لَهُ , قَالَ: فَأَتَاهُ يَوْمًا فَقَالَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ {الم غُلِبَتِ الرُّومُ} [الروم: 2] قَالَ: وَكَانَ يُجِيبُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا الصَّلْتِ انْقَطَعَ الْجَوَّابُ , وَدَخَلَ بَيْتَهُ "

حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، ثنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُفْيَانَ عَبْدَ الرَّحِيمِ بْنَ مُطَرِّفٍ الرُّوَاسِيَّ، - ابْنَ عَمِّ وَكِيعِ بْنِ الْجَرَّاحِ بِالْجَزِيرَةِ - يَقُولُ: قَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ، " فِي زُهْدِ دَاوُدَ الطَّائِيِّ حِينَ مَاتَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ §أَهْلَ الدُّنْيَا تَعَجَّلُوا غُمُومَ الْقَلْبِ , وَهُمُومَ النَّفْسِ , وَتَعَبَ الْأَبْدَانِ مَعَ شِدَّةِ الْحِسَابِ , فَالرَّغْبَةُ مُتْعَةٌ لِأَهْلِهَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ , وَالزَّهَادَةُ رَاحَةٌ لِأَهْلِهَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ , وَإِنَّ دَاوُدَ نَظَرَ بِقَلْبِهِ إِلَى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَعْشَى بَصَرُ قَلْبِهِ بَصَرَ -[337]- الْعُيونِ , فَكَأَنَّهُ لَمْ يُبْصِرْ مَا إِلَيْهِ تَنْظُرُونَ , وَكَأَنَّكُمْ لَا تُبْصِرُونَ مَا إِلَيْهِ يَنْظُرُ , فَأَنْتُمْ مِنْهُ تَعْجَبُونَ , وَهُوَ مِنْكُمْ يَتَعَجَّبُ , فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْكُمْ رَاغِبِينَ مَغْرُورِينَ قَدْ ذَهَبَتْ عَلَى الدُّنْيَا عُقُولُكُمْ , وَمَاتَتْ مِنْ حُبِّهَا قُلُوبُكُمْ , وَعَشِقَتْهَا أَنْفُسُكُمْ , وَامْتَدَّتْ إِلَيْهَا أَبْصَارُكُمْ , اسْتَوْحَشَ الزَّاهِدُ مِنْكُمْ , فَكُنْتَ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ عَرَفْتَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا وَحِشٌ , وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ حَيًّا وَسْطَ مَوْتَى , يَا دَاوُدُ مَا أَعْجَبَ شَأْنَكَ وَقَدْ يَزِيدُ فِي عَجَبِكَ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ زَمَانِكَ أَلْزَمْتَ نَفْسَكَ الصَّمْتَ حَتَّى قَوَّمْتَهَا عَلَى الْعَدْلِ , أَهَنْتَهَا وَإِنَّمَا تُرِيدُ كَرَامَتَهَا , وَأَذْلَلْتَهَا وَإِنَّمَا تُرِيدُ إِعْزَازَهَا , وَوَضَعْتَهَا وَإِنَّمَا تُرِيدُ تَشْرِيفَهَا , وَأَتْعَبْتَهَا وَإِنَّمَا تُرِيدُ رَاحَتَهَا , وَأَجَعْتَهَا وَإِنَّمَا تُرِيدُ شِبَعَهَا , وَأَظْمَأْتَهَا وَإِنَّمَا تُرِيدُ رِيَّها , وَخَشَّنْتَ الْمَلْبَسَ وَإِنَّمَا تُرِيدُ لِينَهُ , وَجَشَبْتَ الْمَطْعَمَ وَإِنَّمَا تُرِيدُ طَيِّبَهُ , وَأَمَتَّ نَفْسَكَ قَبْلَ أَنْ تَمُوتَ , وَقَبَرْتَهَا قَبْلَ أَنْ تُقْبَرَ , وَعَذَّبْتَهَا قَبْلَ أَنْ تُعَذَّبَ , وَغَيَّبْتَهَا عَنِ النَّاسِ كَيْ لَا تُذْكَرَ , وَرَغِبْتَ بِنَفْسِكَ عَنِ الدُّنْيَا، فَلَمْ تَرَ لَهَا قَدْرًا وَلَا خَطَرًا , وَرَغِبْتَ بِنَفْسِكَ عَنِ الدُّنْيَا: عَنْ أَزْوَاجِهَا وَمَطَاعِمِهَا , وَمَلَابِسِهَا , إِلَى الْآخِرَةِ وَأَزْوَاجِهَا، وَلِبَاسِهَا، وَسُنْدُسِهَا، وَحَرِيرِهَا، وَإِسْتَبْرَقِهَا , فَمَا أَظُنُّكَ إِلَّا قَدْ ظَفِرْتَ بِمَا طَلَبْتَ , وَظَفِرْتَ بِمَا فِيهِ رَغِبْتَ , كَانَ سِيمَاكَ فِي عَمَلِكَ وَسِرِّكَ , وَلَمْ تَكُنْ سِيمَاؤُكَ فِي وَجْهِكَ وَلَا إِظْهَارِكَ , فَقِهْتَ فِي دِينِكَ , ثُمَّ تَرَكْتَ النَّاسَ يُفْتُونَ وَيَتَفَقَّهُونَ , وَسَمِعْتَ الْأَحَادِيثَ ثُمَّ تَرَكْتَ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ وَيَرْوُونَ , وَخَرِسْتَ عَنِ الْقَوْلِ , وَتَرَكْتَ النَّاسَ يَنْطِقُونَ , لَا تَحْسُدُ الْأَخْيَارَ , وَلَا تَعِيبُ الْأَشْرَارَ , وَلَا تَقْبَلُ مِنَ السُّلْطَانِ عَطِيَّةً , وَلَا مِنَ الْأُمَرَاءِ هَدِيَّةً , وَلَا تُدِينُكَ الْمَطَامِعُ , وَلَا تَرْغَبُ إِلَى النَّاسِ فِي الصَّنَائِعِ , آنَسَ مَا تَكُونَ إِذَا كُنْتَ بِاللهِ خَالِيًا , وَأَوْحَشَ مَا تَكُونُ إِذَا كُنْتَ مَعَ النَّاسِ جَالِسًا , فَأَوْحَشَ مَا تَكُونُ آنَسَ مَا يَكُونُ النَّاسُ , وَآنَسَ مَا تَكُونُ أَوْحَشَ مَا يَكُونُ النَّاسُ جَاوَزْتَ حَدَّ الْمُسَافِرِينَ فِي أَسْفَارِهِمْ , وَجَاوَزْتَ حَدَّ الْمَسْجُونِينَ فِي سُجُونِهِمْ , فَأَمَّا الْمُسَافِرُونَ فَيَحْمِلُونَ مِنَ الطَّعَامِ وَالْحَلَاوَةِ مَا يَأْكُلُونَ , وَأَمَّا أَنْتَ فَإِنَّمَا هِيَ خُبْزَةٌ أَوْ خُبْزَتَانِ فِي شَهْرِكَ , تَرْمِي بِهَا فِي دَنٍّ عِنْدَكَ , فَإِذَا أَفْطَرْتَ أَخَذْتَ مِنْهَا حَاجَتَكَ فَجَعَلْتَهُ فِي مَطْهَرَتِكَ , ثُمَّ صَبَبْتَ مِنَ الْمَاءِ مَا يَكْفِيكَ , -[338]- ثُمَّ اصْطَبَغْتَ بِهِ مَلْجَأً , فَهَذَا إِدَامُكَ وَحَلْوَاؤُكَ , وَكُلُّ نَوْمِكَ , فَمَنْ سَمِعَ بِمِثْلِكَ صَبَرَ صَبْرَكَ , أَوْ عَزَمَ عَزْمَكَ , وَمَا أَظُنُّكَ إِلَّا قَدْ لَحِقْتَ بِالْمَاضِينَ , وَمَا أَظُنُّكَ إِلَّا قَدْ فَضَلْتَ الْآخَرِينَ , وَلَا أَحْسِبُكَ إِلَّا قَدْ أَتْعَبْتَ الْعَابِدِينَ , دَاوُدُ أَنْتَ كُنْتَ حَيًّا فِي الْآخِرِينَ , وَقَدْ لَحِقْتَ بِالْأَوَّلِينَ , وَأَنْتَ فِي زَمَنِ الرَّاغِبِينَ , وَلَقَدْ أَخَذْتَ بِذِرْوَةِ الزَّاهِدِينَ , وَأَمَّا الْمَسْجُونُ فَيَكُونُ مَعَ النَّاسِ مَحْبُوسًا فَيَأْنَسُ بِهِمْ , لِأَنَّ الْعَدَدَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ مَعَهُ , وَأَمَّا أَنْتَ فَسَجَنْتَ نَفْسَكَ فِي بَيْتِكَ وَحْدَكَ , فَلَا مُحَدِّثَ وَلَا جَلِيسَ مَعَكَ , فَلَا أَدْرِي: أَيُّ الْأَمْرَيْنِ أَشَدُّ عَلَيْكَ؟ الْخَلْوَةُ فِي بَيْتِكَ تَمُرُّ بِهِ الشُّهُورُ وَالسُّنُونُ , أَمْ تَرْكُكَ الْمَطَاعِمَ وَالْمَشَارِبَ لَا تَأْكُلُ مِنْهَا وَلَا تُرِيحُ إِلَى شَيْءٍ مِنْهَا , لَا سِتْرَ عَلَى بَابِكَ , وَلَا فِرَاشَ تَحْتَكَ , وَلَا قُلَّةَ يَبْرُدُ فِيهَا مَاؤُكَ , وَلَا قَصْعَةَ فِيهَا غِدَاؤُكَ وَعَشَاؤُكَ , مَطْهَرَتُكَ قُلَّتُكَ , وَقَصْعَتُكَ تَوْرُكَ , وَكُلُّ أَمْرِكَ دَاوُدُ عَجَبًا أَمَا كُنْتَ تَشْتَهِي مِنَ الْمَاءِ بَارِدَهُ؟ وَلَا مِنَ الطَّعَامِ طَيِّبَهُ؟ وَلَا مِنَ اللِّبَاسِ لَيِّنَهُ؟ بَلَى وَلَكِنَّكَ زَهِدْتَ فِيهِ لِمَا بَيْنَ يَدَيْكَ مِمَّا دُعِيتَ إِلَيْهِ وَرَغِبْتَ فِيهِ , فَمَا أَصْغَرَ مَا بَذَلْتَ وَمَا أَحْقَرَ مَا تَرَكْتَ وَمَا أَيْسَرَ مَا فَعَلْتَ فِي جَنْبِ مَا أَمَّلْتَ أَوْ طَلَبْتَ أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ ظَفِرْتَ بِرَوْحِ الْعَاجِلِ , وَسَعَيْتَ إِنْ شَاءَ اللهُ فِي الْآجِلِ , عَزَلْتَ الشَّهْوَةَ عَنْكَ فِي حِيَالِكَ لِكَيْلَا يَدْخُلَكَ عُجْبُهَا , وَلَا تَلْحَقَكَ فِتْنَتُهَا , فَلَمَّا مُتَّ شَهَرَكَ رَبُّكَ بِمَوْتِكَ , وَأَلْبَسَكَ رِدَاءَ عَمَلِكَ , فَلَمْ تَنْثُرْ مَا عَمِلْتَ فِي سِرِّكَ , فَأَظْهَرَ اللهُ الْيَوْمَ ذَلِكَ , وَأَكْثَرَ نَفْعَكَ , وَخَشِيتَ الْجَمَاعَةَ , فَلَوْ رَأَيْتَ الْيَوْمَ كَثْرَةَ تَبَعِكَ عَرَفْتَ أَنَّ رَبَّكَ قَدْ أَكْرَمَكَ وَشَرَّفَكَ , فَقُلْ لِعَشِيرَتِكَ: الْيَوْمَ تَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَتِهَا , فَقَدْ أَوْضَحَ الْيَوْمَ رَبُّكَ فَضْلَهَا إِنْ كُنْتَ مِنْهَا , فَلَوْ لَمْ تَسْتَرِحْ إِلَى خَيْرٍ تَعْمَلُهُ إِلَّا حُسْنَ هَذَا النَّشْرِ , وَجَمِيلَ هَذَا الْمَشْهَدِ لِكَثْرَةِ هَذَا التَّبَعِ , إِنَّ رَبَّكَ لَا يُضَيِّعُ مُطِيعًا , وَلَا يَنْسَى صَنِيعًا , يَشْكُرُ لِخَلْقِهِ مَا صَنَعَ فِيمَا أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ أَكْثَرَ مِنْ شُكْرِهِمْ إِيَّاهُ فَسُبْحَانَهُ شَاكِرًا مُجَازِيًا مُثِيبًا "

نام کتاب : حلية الأولياء وطبقات الأصفياء نویسنده : الأصبهاني، أبو نعيم    جلد : 7  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست