responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حلية الأولياء وطبقات الأصفياء نویسنده : الأصبهاني، أبو نعيم    جلد : 6  صفحه : 35
فَزَعَمَ كَعْبٌ §أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ اسْتَغْفَرَا اللهَ سَاعَةً فَغَفَرَ لَهُمَا، وَأَنَّ -[36]- نُوحًا اسْتَغْفَرَ اللهَ ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ فَغُفِرَ لَهُ وَأَنَّ إِبْرَاهِيمَ اسْتَغْفَرَ اللهَ مِنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ قَالَهُنَّ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ انْتَصَبَ لِلتَّوْبَةِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ شَهْرًا فَغَفَرَ لَهُ، وَيَعْقُوبُ وَبَنِي يَعْقُوبَ طَلَبُوا بَيَانَ التَّوْبَةِ فَبُيِّنَ لَهُمْ بَعْدَ عِشْرِينَ شَهْرًا وَمُوسَى بْنُ عِمْرَانَ اسْتَغْفَرَ اللهَ مِنَ الذُّنُوبِ حَوْلًا قَالَ اللهُ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُ، فَقَالَ: رَبِّ إِذَا غَفَرْتَ لِي وَأَفْرَحْتَ بِالْمَغْفِرَةِ قَلْبِي وَأَقْرَرْتَ بِالْمَغْفِرَةِ عَيْنِي وَأَدْخَلْتَ لَذَاذَةَ مَنْطِقِكَ مَسَامِعِي فَلَا تُرِنِي خَصْمِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: يَا مُوسَى أَجَوْرًا تَسْأَلُنِي؟ يَأْتِي مَلَكُ الْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَابِضًا عَلَى ذَقَنِكَ حَتَّى تَجْثُو بَيْنَ يَدَيَّ فَانْتَفَضَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَدْ سَمِعَ بِالْمَغْفِرَةِ فَغُشِيَ عَلَيْهِ سَبْعَ لَيَالٍ، فَقَالُ لَهُ جِبْرِيلُ: يَا مُوسَى أَتَقْطَعُ رَجَاءَكَ بَعْدَ إِذْ سَمِعْتَ بِالْمَغْفِرَةِ فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ: أَلَيْسَ يَقُولُ خَصْمِي: يَا رَبِّ قَتَلَنِي هَذَا، فَيَقُولُ اللهُ: يَا مُوسَى قَتَلْتَهُ؟ فَإِنْ قُلْتُ: لَا، قَالَ: أَلَسْتُ شَاهِدُكَ وَإِنْ قُلْتَ نَعَمْ، قَالَ: لِمَ قَتَلْتَهُ؟ فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَوِّهْ فَشَهِقَ شَهْقَةً فَغُشِيَ عَلَيْهِ شَهْرًا، ثُمَّ أَفَاقَ فَسَمِعَ كَلَامًا يَقُولُ: يَا مُوسَى لَأُذِلَّنَّ الْيَوْمَ مَنْ أَمِنَ مِنْ سَخَطِي وَنَارِي وَشِدَّةِ حِسَابِي، يَا مُوسَى أَلَمْ أُسَلِّمْ عَلَيْكَ فِي الْكِتَابِ وَسَلَّمَتْ عَلَيْكَ جَمِيعُ مَلَائِكَتِي، يَا مُوسَى كُنْ طَيِّبَ الْقَلْبِ بِالتَّوْحِيدِ بِجَمِيعِ مَلَائِكَتِي وَرُسِلِي وَجَمِيعِ فَرَائِضِي وَإِذَا أَصَبْتَ خَطِيئَةً ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي لَمْ أَخْذُلْكَ فِي تَارَاتِ الْقِيَامَةِ وَلَمْ أُشْمِتْ بِكَ عَدُوًّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ وَمَنْ عَدُوِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: إِبْلِيسُ وَحِزْبُهُ، يَا مُوسَى: أَنا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، يَا مُوسَى مَنْ لَقِيَنِي وَقَدْ عَرَفَ أَنِّي أَغْفِرُ وَأَرْحَمُ لَمْ أُنَاقِشْهُ الْكَبِيرَ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَغَفَرْتُ لَهُ الصَّغِيرَ تَطَوُّلًا عَلَيْهِ بِالرَّحْمَةِ، يَا مُوسَى قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ يَحْذَرُونِي فَإِنِّي أُحِبُّ مَنْ يَحْذَرُنِي، يَا مُوسَى مَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ وَدَعَا النَّاسَ إِلَى طَاعَتِي فَلَهُ صُحْبَتِي فِي الدُّنْيَا وَفِي الْقَبْرِ، وَفَى الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّي، يَا مُوسَى قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِذَا أَدَّوْا فَرَائِضِي يَكُونُوا خَاشِعِينَ، يَا مُوسَى قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يُلْهِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ دُنْيَاهُمْ إِذَا كَانَ حُلُولُ فَرَائِضِي، يَا مُوسَى قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يَنْسَوْنِي فَإِنَّهُ مَنْ لَقِيَنِي وَقَدْ نَسِيَنِي لَمْ تُفَارِقْ رُوحُهُ جَسَدَهُ حَتَّى أُفْزِعَهُ بِالنَّارِ فَزْعَةً لَوْ أَدْخَلْتُ رَوْعَتَهَا فِي مَسَامِعِ أَهْلِ الدُّنْيَا لَمَاتُوا -[37]- أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ، يَا مُوسَى بِحَقٍّ أَقُولُ لَكَ إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا خَلَقْتَهُ أَشَدُّ خَوْفًا مِنِّي مِنَ النَّارِ قَالَ: سُبْحَانَكَ مُنَّ عَلَيَّ قَالَ: يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا خَلَقْتُهَا وَرَعَّبْتُ قَلْبَهَا بِأَنِّي أَنا رَبِّكِ أَفْعَلُ مَا أَشَاءُ فَامْتَلَأَتْ رُعْبًا وَخَوْفًا، يَا مُوسَى النَّارُ مُطِيعَةٌ وَمَا أَنْشَأْتُ فِيهَا مِنَ الْجُنُودِ مُطِيعُونَ لِي كُلُّهُمْ، قَالَ مُوسَى: سُبْحَانَكَ مُنَّ عَلَيَّ قَالَ: يَا مُوسَى لَهَبُهَا وَمَا فِيهَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَسُكَّانِ السَّمَوَاتِ وَسُكَّانِ جَنَّاتِي لَا يَدْخُلُونَهَا وَلَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا، يَا مُوسَى قُلُوبُ مَلَائِكَتِي فِي أَجْوَافِهَا كَخَفَقَانِ الطَّيْرِ، يَا مُوسَى {إِنِّي أَنَا اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}، يَا مُوسَى {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 144]، يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَلَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا، يَا مُوسَى إِنِّي لَا أُزَكِّي وَلَا أَرْحَمُ مَنْ حَلَفَ بِاسْمِي كَاذِبًا. يَا مُوسَى إِذَا قَضَيْتَ بَيْنَ النَّاسِ فَاقْضِ بَيْنَهُمْ كَقَضَائِكَ لِنَفْسِكَ وَأَهْلِ بَيْتِكَ، يَا مُوسَى إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا خَشِيَنِي كُنْتُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ، يَا مُوسَى ارْحَمْ تُرْحَمْ وَكَمَا تَدِينُ تُدَانُ: يَا مُوسَى {اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14]

نام کتاب : حلية الأولياء وطبقات الأصفياء نویسنده : الأصبهاني، أبو نعيم    جلد : 6  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست