responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حلية الأولياء وطبقات الأصفياء نویسنده : الأصبهاني، أبو نعيم    جلد : 6  صفحه : 231
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ اللَّخْمِيُّ، ثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ، حَدَّثَنِي رَجُلُ أَظُنُّهُ الْعَنَزِيُّ، قَالَ: خَرَجَ عُتْبَةُ إِلَى صِدِّيقٍ لَهُ بِوَاسِطَ قَالَ: §فَتَزَوَّدَ كَسْنَجًا بِفِلْسَيْنِ

حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عِدَّةً، مِنْ أَصْحَابِنَا يَقُولُونَ: كَانَ لِعُتْبَةَ أَخٌ بِوَاسِطَ §فَيَشْتَرِي مِنَ الْبَصْرَةِ كَسِيبًا بِدِرْهَمٍ فَهُوَ زَادُهُ حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى أَخِيهِ بِوَاسِطَ

حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ، عَنْ مُحَمَّدِ، حَدَّثَنِي رَوْحُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي سَلْمٌ الْعَبَّادَانِيُّ، قَالَ: §قَدِمَ عَلَيْنَا مَرَّةً صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، وَعُتْبَةُ الْغُلَامُ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ، وَسَلْمٌ الْأُسْوَارِيُّ فَنَزَلُوا عَلَى السَّاحِلِ قَالَ: فَهَيَّأَتُ لَهُمْ ذَاتَ لَيْلَةٍ طَعَامًا فَدَعَوْتُهُمْ إِلَيْهِ فَجَاءُوا فَلَمَّا وَضَعْتُ الطَّعَامَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ إِذَا قَائِلٌ يَقُولُ مِنْ بَعْضِ أُولَئِكَ الْمُطَوِّعَةِ وَهُوَ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ مَارًّا رَافِعًا صَوْتَهُ يَقُولُ:
[البحر الطويل]
وَيُلْهِيكَ عَنْ دَارِ الْخُلُودِ مَطَاعِمٌ ... وَلَذَّةُ نَفْسٍ غِبُّهَا غَيْرُ نَافِعِ
قَالَ: فَصَاحَ عُتْبَةُ صَيْحَةً فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ وَبَكَى الْقَوْمُ فَرَفَعْنَا الطَّعَامَ وَمَا ذَاقُوا وَاللهِ مِنْهُ لُقْمَةً

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا سِجْفُ بْنُ مَنْظُورٍ، قَالَ: §صَنَعَ عَبْدُ الْوَاحِدِ طَعَامًا وَجَمَعَ عَلَيْهِ نَفَرًا مِنْ إِخْوَانِهِ وَكَانَ فِيهِمْ عُتْبَةُ قَالَ: فَأَكَلَ الْقَوْمُ غَيْرَ عُتْبَةَ فَإِنَّهُ كَانَ قَائِمًا عَلَى رُءُوسِهِمْ يَخْدُمُهُمْ قَالَ: فَالْتَفَتَ بَعْضُهُمْ إِلَى عُتْبَةَ فَنَظَرَ إِلَى عَيْنَيْهِ وَالدُّمُوعُ تَنْحَدِرُ مِنْهَا فَسَكَتَ وَأَقْبَلَ عَلَى الطَّعَامِ، فَلَمَّا فَرَغَ الْقَوْمُ مِنْ طَعَامِهِمْ تَفَرَّقُوا وَأَخْبَرَ الرَّجُلُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بِمَا رَأَى مِنْ عُتْبَةَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ: بِأَبِي لِمَ بَكَيْتَ وَالْقَوْمُ -[232]- يَطْعَمُونَ؟ قَالَ: ذَكَرْتُ مَوَائِدَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالْخَدَمُ قِيَامٌ عَلَى رُءُوسِهِمْ فَشَهِقَ عَبْدُ الْوَاحِدِ شَهْقَةً خَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، قَالَ سِجْفٌ: حَدَّثَنِي حُصَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ دَعَا إِنْسَانًا إِلَى مَنْزِلِهِ وَلَا أَكَلَ طَعَامًا إِلَّا دُونَ شِبَعِهِ وَلَا يَشْرَبُ إِلَّا أَقَلَّ مِنْ رِيِّهِ وَلَا افْتَرَّ ضَاحِكًا حَتَّى مَضَى لِوَجْهِهِ، قَالَ: وَأَمَّا عُتْبَةُ فَإِنَّهُ جَعَلَ لِلَّهِ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يَأْكُلَ إِلَّا أَقَلَّ مِنْ شِبَعِهِ، وَلَا يَشْرَبَ إِلَّا أَقَلَّ مِنْ رِيِّهِ، وَلَا يَنَامَ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِلَّا أَقَلَّ مِنْ نُبْهَةٍ قَالَ: فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: لَا تَنَمْ يَا عُتْبَةُ بِاللَّيْلِ وَنَمْ بِالنَّهَارِ فِي السَّاعَاتِ اللَّاتِي لَا تَحِلُّ فِيهَا الصَّلَاةُ فَهَذَا أَقَلُّ مِنْ نَبْهِكَ وَوَفَاءً لِنَذْرِكَ، قَالَ: فَقَالَ: أَنَا إِذًا يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ أُرِيدُ أَنْ أَطْلُبَ الْحِيَلَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ رَبِّي لَا أَنَامُ لَيْلًا وَلَا نَهَارًا إِلَّا وَأَنَا مَغْلُوبٌ قَالَ: فَكُنْتُ إِذَا رَأَيْتُهُ شِبْهَ الْوَالِهِ وَمَا ظَنُّكَ بِرَجُلٍ لَا يَنَامُ إِلَّا مَغْلُوبًا قَالَ: وَكَانَ يَلْبَسُ الشَّعْرَ تَحْتَ ثِيَابِهِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ أَلْقَاهُ عَنْهُ وَلَبِسَ مِنْ صَالِحِ الثِّيَابِ

نام کتاب : حلية الأولياء وطبقات الأصفياء نویسنده : الأصبهاني، أبو نعيم    جلد : 6  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست