responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ المدينة نویسنده : ابن شبة    جلد : 4  صفحه : 1286
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا حُصِرَ أَيَّامًا , طَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَخْلَعَ نَفْسَهُ فَأَبَى، وَقَالَ: لَا أَخْلَعُ سِرْبَالًا سَرْبَلَنِيهِ اللَّهُ، وَلَا أَخْلَعُ قَمِيصًا كَسَانِيهِ اللَّهُ , فَقَالُوا: إِنَّ اللَّهَ سَرْبَلَكَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ جَمِيعًا تُسَلَّطُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَتَسْتَعْمِلُ إِخْوَتَكَ وَأَقْرِبَتَكَ , عَلَيْكَ التَّوْبَةُ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ، لِأَنَّ هَذَا لَيْسَ بِمِيرَاثٍ عَنْ أَبِيكَ، وَلَا عَهْدٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. . . . . . الْمَثُوبَةَ مِنْهُمْ، فَجَاءَهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: مَا يُبَالِي عُثْمَانُ أَنْ يَقْعُدُوا عَلَى بَابِهِ. . . . . . أَنْ يَدْخُلَ عَلِيٌّ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: أَمَا تَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَبَقِيَ مِنْ جِهَازِهِمْ شَيْءٌ فَقَالَ: «§مَنْ تَمَّمَ جِهَازَهُمْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» . فَتَمَّمْتُ جِهَازَهُمْ مِنْ مَالِي؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّكَ بَدَّلْتَ. قَالَ -[1287]-: أَمَا تَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ اشْتَرَى مَوْضِعَ هَذَا الْبَيْتِ فَأَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ» فَاشْتَرَيْتُهُ مِنْ مَالِي قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّكَ بَدَّلْتَ، فَكَانَ لَا يَعْتَدُّ بِشَيْءٍ إِلَّا قَالَ طَلْحَةُ: بَلَى وَلَكِنَّكَ بَدَّلْتَ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَيَّارٍ عَنْ قَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ دَخَلَ عَلَى طَلْحَةَ , وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ , وَطَلْحَةُ مُسْتَلْقٍ عَلَى سَرِيرٍ فَقَالَ: أَلَا تَخْرُجُ فَتَنْهَى عَنْ قَتْلِ هَذَا الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى تُعْطِي بَنُو أُمَيَّةَ الْحَقَّ مِنْ أَنْفُسِهَا. قَالَ: وَكَتَبَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ يَسْتَمِدُّهُمْ، فَضَرَبَ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْثًا عَلَى أَهْلِ الشَّامِ أَرْبَعَةَ آلَافٍ , قَائِدُهُمْ يَزِيدُ بْنُ أَسَدٍ جَدُّ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ. فَلَمَّا بَلَغَ الَّذِينَ حَصَرُوهُ أَنَّهُ قَدِ اسْتَغَاثَ أَهْلَ الشَّامِ، وَقَدْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ خَافُوا أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَهْلِ الشَّامِ فَقَالَ: فَعَاجَلُوهُ، فَأَحْرَقُوا الْبَابَ - بَابَ عُثْمَانَ - فَلَمَّا وَقَعَ الْبَابُ أَلْقَوْا عَلَيْهِ التُّرَابَ وَالْحِجَارَةَ، وَكَانَ فِي الدَّارِ مَعَهُ قَرِيبٌ مِنْ مِائَتَيْ رَجُلٍ، فِيهِمُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَاسْتَعْمَلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى أَهْلِ الدَّارِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَوَلَّى مَالِكَ بْنَ الْأَخْنَسِ الثَّقَفِيَّ عَلَى الْمَيْمَنَةِ، وَمَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ عَلَى الْمَيْسَرَةِ، وَهَمَّ بِالْقِتَالِ. فَلَمَّا رَأَى الْبَابَ قَدْ أُحْرِقَ خَرَجَ إِلَيْهِمْ , فَقَالَ: جَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا، قَدْ وَفَّيْتُمُ الْبَيْعَةَ، وَقَدْ بَدَا لِي أَلَّا أُقَاتِلَ وَلَا يُرَاقَ فِيَّ مِحْجَمَةٌ -[1288]- مِنْ دَمٍ، فَفُتِحَ لَهُ سُدَّةٌ فِي دَارِهِ فَخَرَجُوا مِنْهَا، وَغَضِبَ مَرْوَانُ فَاخْتَبَأَ فِي بَعْضِ بُيُوتِ الدَّارِ، وَرَجَعَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَفَتَحَ الْمُصْحَفَ فَقَرَأَ، وَدَخَلَتْ جَمَاعَةٌ لَيْسَ فِيهِمْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا مِنْ أَبْنَائِهِمْ. فَلَمَّا وَصَلُوا إِلَيْهِ قَامُوا خَلْفَهُ وَعَلَيْهِمُ السِّلَاحُ فَقَالُوا: بَدَّلْتَ كِتَابَ اللَّهِ وَغَيَّرْتَهُ. فَقَالَ: كِتَابُ اللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ , فَضَرَبَ رَجُلٌ بَأَسْهُمٍ عَلَى مَنْكِبِهِ فَبَدَرَ مِنْهُ الدَّمُ عَلَى الْمُصْحَفِ وَضَرَبَهُ آخَرُ بِقَائِمَةِ سَيْفِهِ، وَضَرَبَهُ آخَرُ بِرِجْلِهِ. فَلَمَّا كَثُرَ الضَّرْبُ غُشِيَ عَلَيْهِ، وَنِسَاؤُهُ مُخْتَلِطَاتٌ مَعَ الرِّجَالِ، فَصَيَّحَ النِّسَاءُ حِينَ غُشِيَ عَلَيْهِ، وَجِئْنَ بِمَاءٍ فَمَسَحْنَ عَلَى وَجْهِهِ فَأَفَاقَ. فَدَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ قَدْ قُتِلَ. فَلَمَّا رَآهُ قَاعِدًا قَالَ: أَلَا أَرَاكُمْ قِيَامًا حَوْلَ نَعْثَلٍ وَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ فَجَرَّهُ مِنَ الْبَيْتِ إِلَى بَابِ الدَّارِ وَهُوَ يَقُولُ: بَدَّلْتَ كِتَابَ اللَّهِ وَغَيَّرْتَهُ يَا نَعْثَلُ. فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَسْتُ بِنَعْثَلٍ وَلَكِنِّي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَا كَانَ أَبُوكَ لِيَأْخُذَ بِلِحْيَتِي , فَقَالَ مُحَمَّدٌ: لَا يُقْبَلُ مِنَّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ نَقُولَ: رَبَّنَا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ وَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ تَجُوبِيٌّ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ مُخْتَرِطًا السَّيْفَ , فَقَالَ: اخْرُجُوا اخْرُجُوا، فَأَخْرَجَ النَّاسَ فَطَعَنَ فِي بَطْنِهِ فَجَاءَتْهُ امْرَأَتُهُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ الْكَلْبِيَّةُ تُمْسِكُ السَّيْفَ فَقَطَعَ أَصَابِعَهَا

عَلَيْهِ التُّجِيبِيُّ فَأَشْعَرَهُ مِشْقَصًا فَانْتَضَحَ الدَّمُ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 137] فَإِنَّهَا لَفِي الْمُصْحَفِ مَا حُكَّتْ. قَالَ: وَأَخَذَتْ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ حُلِيَّهَا فِي جُرَيْبٍ فَوَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهَا - وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ - فَلَمَّا أُشْعِرَ - أَوْ قَالَ: - قُتِلَ , تَفَاجَّتْ عَلَيْهِ , فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَاتَلَهَا اللَّهُ مَا أَعْظَمَ عَجِيزَتَهَا قَالَتْ: فَعَرَفْتُ أَنَّ أَعْدَاءَ اللَّهِ لَمْ يُرِيدُوا إِلَّا الدُّنْيَا

نام کتاب : تاريخ المدينة نویسنده : ابن شبة    جلد : 4  صفحه : 1286
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست