146 - وحَدثني احْمَد بن سُلَيْمَان قَالَ حَدثنَا زيد بن مبارك قَالَ حَدثنَا أَبُو ثَوْر عَن ابْن جريج قَالَ وَقَالَ مولى بن عَبَّاس وَكَانَت الحمس من عدوان قَالَ وَكَانُوا يقومُونَ بِالْمُزْدَلِفَةِ حَتَّى يدفعوهم من يعرف بِعَرَفَة من الْمزْدَلِفَة غَدَاة جمع وَكَانَ يدْفع بهم أَبُو سيارة على حمَار لَهُ وَكَانَ يَقُول أشرق ثبير كَيْمَا نغير
147 - وَحدثنَا حسن بن الْحُسَيْن الْأَزْدِيّ عَن أبي عبد الله بن الاعرابي عَن هِشَام بن الْكَلْبِيّ عَن ابيه نَحوا من الاحاديث الاولى وَزَاد فِيهِ فَكَانَ كرب بن صَفْوَان بن شحنة بن عُطَارِد يَأْخُذ بِالطَّرِيقِ فَلَا يفِيض اُحْدُ من عَرَفَات حَتَّى تغيب الشَّمْس وَكَانَ يَلِي ذَلِك مِنْهُم يَعْنِي الاجازة كرب بن صَفْوَان وَكَانُوا يقفون وَلَا يعْرفُونَ الْوُقُوف بهَا فيقيمين يفتخرون بآبائهم وبافعالهم ويسألون لدنياهم فَأنْزل الله عز وَجل! فاذكروا الله كذكركم آبَاءَكُم أَو أَشد ذكرا! الْآيَة فاذا غربت الشَّمْس صارع نَحْو جمع ويسيرون خَلفه لكل حَيّ مجيز سوى ذَلِك حَتَّى يَأْتُوا الحمس فِي جَوف اللَّيْل فيقضوا مَعَهم وَقد أَخذ الطَّرِيق لَا يخرج اُحْدُ قبل طُلُوع الشَّمْس فاذا أَصْبحُوا قَامَ أَبُو سيارة عميلة بن الاعزل بن خَالِد بن الْحَرْث العدواني فَقَالَ أشرق ثبير كَمَا نغير اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك طَريقَة قُرَيْش فَبين لنا يَا رب حَقنا ثمَّ يَقُول اللَّهُمَّ أصلح بَين نسائنا وبغض بَين رعائنا وَاجعَل اموالنا عِنْد سمحائنا ثمَّ يفِيض من مُزْدَلِفَة إِلَى منى على فرس لَهُ وان حمير عرضت لابي سيارة ذَات عَام فَقَالُوا نَحن أولى بِهَذَا مِنْك فَقَالَ كَذبْتُمْ فِي بلدي ونسكي وديني هَذَا أَمر نَحن شرعناه اولا وبنا اقْتَضَت الْعَرَب فِيهِ وَهَذَا مِيرَاث لنا عَن آبَائِنَا وَالْحُرْمَة حرمتنا فَأَبَوا عَلَيْهِ وتعلقوا بلجامه فَقَالَ يَا آل قيس فَلم يكن بِهِ كثير أحد من قيس فَقَالَ يَا آل مُضر فثار إِلَيْهِ بَنو أَسد بن
أبي خُزَيْمَة وَبَنُو كنَانَة واستنقظوه ثمَّ قَالُوا وَالله لَا يُجِيز بهم الا على حمَار فَإِنَّهُم قد استيطنوا من الْخَيل فَحَمَلُوهُ على حمَار ثمَّ رفوا حوله قَلِيلا قَلِيلا وهم يَقُولُونَ
نَحن دفعنَا عَن أبي سياره ... وَعَن موَالِيه بني فزاره
حَتَّى أجَاز سالما حِمَاره ... مُسْتَقْبل الْكَعْبَة يَدْعُو جَاره
وَقد قَالَ ذُو الاصبع العدواني وَمِنْهُم من يُجِيز الْحَج بِالسنةِ وَالْفَرْض فاذا أَتَى النَّاس منى قَامَ فيهم رجل يُقَال لَهُ صوفة كَانَ على صَدَقَة الْكَعْبَة
وَكَانَ الَّذِي يُجِيز بهم من صوفة ثَوْر بن أصفر فَإِذا جَازَ النَّاس فِي الأبطح اجْتمعت كِنْدَة إِلَى بكر بن وَائِل فأجازوا بهم حَتَّى يبلغ الْبَيْت وَقَالَ الشَّاعِر
وَكِنْدَة إِذا ترعى عَشِيَّة حجنا ... يُجِيز بهَا حجاج بكر بن وَائِل
قَالَ فَلم يزل أَبُو سيارة يُجِيز بِالنَّاسِ حَتَّى أَتَاهُم قصي بن كلاب