44 - وحَدثني عبد الله بن أبي سَلمَة قَالَ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الزُّهْرِيّ عَن أَبِيه قَالَ حَدثنِي سعد بن ابراهيم عَن أبي سَلمَة
مُحَمَّد ابْن عبد الرَّحْمَن أَن أَبَا سَلمَة بن عبد الْأسد خرج فِي نَاس من قُرَيْش نَحْو الْيمن قَالَ وأخطأوا الطَّرِيق فَأَصَابَهُمْ عَطش شَدِيد قَالَ فَقَالَ أَبُو سَلمَة ابْن عبد الْأسد لمن مَعَه من قُرَيْش أَي قوم أَطِيعُونِي فَإِن نَاقَتي عارفة بِالطَّرِيقِ قَالُوا فَإنَّا نطيعك قَالَ فخلى عَن رَأس نَاقَته فَسَارُوا يومهم وليلتهم حَتَّى كَانَ عِنْد الصُّبْح فَإِذا النَّاقة قد بَركت قَالَ أَبُو سَلمَة مَا بَركت إِلَّا على مَاء قَالَ فنزلوا فَإِذا هم ببعر الْغنم فَمَا كَانَ بأسرع من أَن انفجر الْفجْر فنظروا فَإِذا بِئْر وعَلى رَأس الْبِئْر رجل طَوِيل لم ير مثله فتقدموا إِلَيْهِ فَقَالَ الرجل مِمَّن الْقَوْم فَقُلْنَا من قُرَيْش فَقَالَ من أَي قُرَيْش قُلْنَا من بني مَخْزُوم قَالَ فسعى فَأتى شَجَرَة طَوِيلَة فَإِذا قفة معلقَة فِي الشَّجَرَة فَمد يَده فَأنْزل القفة وَفتح رَأسهَا فَإِذا شيخ فِيهَا فَرفع حاجبيه ثمَّ قَالَ أَبَت ثَلَاث مَرَّات قَالَ فَفتح عَيْنَيْهِ فَقَالَ مَا تشَاء قَالَ هَؤُلَاءِ قوم من قُرَيْش قَالَ أدعهم إِلَيّ فَجَاءُوا فَقَالَ تقدمُوا إِلَى الشَّيْخ فتقدمنا إِلَيْهِ فَفعل بِهِ مثل فعله الأول ثَلَاث مَرَّات فَفتح عَيْنَيْهِ فَقَالَ مَا أَنْت قَالَ هَؤُلَاءِ قوم من قُرَيْش فَقَالَ من أَي قُرَيْش أَنْتُم قَالَ أَبُو سَلمَة فَقلت من بني مَخْزُوم فَقَالَ هَا أَنا ومخزوم فَقَالَ هَل تعرفُون لم سميت أجياد أجيادا قُلْنَا لَا قَالَ لِأَنَّهَا جَادَتْ فِيهَا الْخَيل ثمَّ قَالَ لم سميت قعيقعان قعيقعان قُلْنَا لَا قَالَ لِأَنَّهَا تقعقعت فِيهَا السيوف ثمَّ أنشأ يَقُول
كَأَن لم يكن بَين الْحجُون إِلَى الصَّفَا ... أنيس وَلم يسمر بِمَكَّة سامر
بلَى نَحن كُنَّا أَهلهَا فأبادنا ... كروب اللَّيَالِي والجدود العواثر
فَهَل فَرح يَأْتِي بِشَيْء تريده ... وَهل جزع ينجيك مِمَّا تحاذر
يَا ابْن أخي أَتَدْرِي لم سميت قعيقعان باسمها قلت لَا قَالَ خرج الْقَوْم
الله علينا مِنْهَا عَلَيْهِم السِّلَاح تقَعْقع فسميت بقيعقعان أَتَدْرِي يَا ابْن أخي لم سميت أجياد أجيادا قلت لَا قَالَ جَادَتْ بالدماء فسميت أجيادا
ذكر ولَايَة اياد بن نزار الْبَيْت وحجابتهم إِيَّاه وَتَفْسِير ذَلِك