نام کتاب : نيل المرام من تفسير آيات الأحكام نویسنده : صديق حسن خان جلد : 1 صفحه : 368
يتبعون آثار أقدام الناس.
ومعنى الآية: النهي عن أن يقول الإنسان ما لا يعلم أو يعمل بما لا علم له، وهذه قضية كلية.
وقد جعلها جماعة من المفسرين خاصة بأمور، فقالوا: لا تذم أحدا بما ليس لك به علم.
وقيل: هي في شهادة الزور.
وقيل: هي في القافية.
وقال القتيبي: معنى الآية لا تتبع الحدس والظنون، وهذا صواب، فإن ما عدا ذلك هو العلم.
وقيل: المراد بالعلم هنا هو الاعتقاد الراجح المستفاد من مستند، قطعيا كان أو ظنيا.
قال أبو السعود في «تفسيره» [1] : واستعماله بهذا المعنى لا ينكر شيوعه.
وقال الشوكاني [2] : أقول: هذه الآية قد دلّت على عدم جواز العمل بما ليس بعلم، ولكنها عامة مخصصة بالأدلة الواردة بجواز العمل بالظن كالعمل بالعام وبخبر الواحد، والعمل بالشهادة، والاجتهاد في القبلة، وفي جزاء الصيد ونحو ذلك، فلا يخرج من عمومها ومن عموم أن الظن لا يغني من الحق شيئا، إلا ما قام دليل جواز العمل به، فالعمل بالرأي في مسائل الشرع إن كان بعدم وجود الدليل في الكتاب والسنة فقد رخص فيه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كما في قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم لمعاذ لما بعثه قاضيا: «بم تقضي؟ قال بكتاب الله. قال: فإن لم تجد؟ قال: بسنة رسول الله. قال: فإن لم تجد؟ قال: أجتهد رأيي» [3] . [1] انظر: تفسيره (5/ 171) . [2] في «فتح القدير» (3/ 227) . [3] حديث ضعيف: رواه أبو داود (3592) ، (3593) ، والترمذي (1327) ، (1328) ، وأحمد (5/ 230، 236، 242) ، والطيالسي في «مسنده» (559) ، والدارمي (1/ 60) ، والطبراني في «الكبير» (20/ 362) ، (170) ، وعبد بن حميد في «المنتخب» (124) ، والبيهقي في «الكبرى» (10/ 114) ، وفي «المعرفة» له (1/ 173) ، و «الخطيب في الفقيه والمتفقه» (1/ 188، 189) ، وابن عبد البر في «الجامع» (1592، 1593) وانظر: تلخيص الحبير (4/ 182، 183) ، ونصب [.....]
.
نام کتاب : نيل المرام من تفسير آيات الأحكام نویسنده : صديق حسن خان جلد : 1 صفحه : 368