responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة نویسنده : النابلسي، محمد راتب    جلد : 1  صفحه : 46
أوضحُ شيءٍ في جسمِ الإنسانِ أنّ كيماتِ الهرموناتِ في الدمِ تتبدَّلُ من النورِ إلى الظلامِ، فهذه الهرموناتُ لها نِسَبٌ في الليلِ، ولها نسبٌ في النهارِ؛ لأنّ اللهَ جعَلَ النهارَ معاشاً، وجعلَ الليلَ لباساً، في الليلِ يزدادُ هرمونُ النموِّ، وتزدادُ هرموناتُ الإخصابِ، ويقلُّ استهلاكُ السكرِ ثلاثين في المئةِ عما هو في النهارِ، ولهذا تقلُّ فعاليةُ الجهازِ التنفُّسيِّ في الليلِ ثلاثينَ بالمئةِ عما هي في النهارِ، هذا من بعضِ معاني قولِ اللهِ عز وجل: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4] . وهذا التبدُّلُ يحدِّدُ مستوى حيويةِ وظائفِ الجسمِ الإنسانيِّ إلى أدنى مستوى لها خلالَ الليلِ، وتأخذُ بالارتفاعِ إلى أقصى درجةٍ في الساعةِ السادسةِ صباحاً، ويتبدَّلُ نبضُ القلبِ من الليلِ إلى النهار، ويتبدَّلُ الضغطُ الشريانيُّ من الليلِ إلى النهارِ.
أمّا المعدةُ فتكون قدراتُها الإفرازيةُ، وقدراتُها على هضمِ الطعامِ قليلةً في أثناءِ الليلِ.
قال العلماءُ: "مع الاستيقاظِ تتراكمُ في الدمِ مادةٌ تؤدِّي إلى تسارعِ النبضِ، وارتفاعِ ضغطِ الدمِ، وهذا يؤدِّي إلى نَشاطِ الجسمِ"، لذلك فهناك عند معظمِ الناسِ ذروتان للعملِ، مِنَ التاسعةِ حتى الثانيةِ عشرة ظهراً، ومن الرابعةِ حتى السادسةِ، في هذه الساعاتِ التي هي ذروةُ النشاطِ تزدادُ قدرةُ الحواسِ الخمسِ، ويُنصحُ ببذلِ الجهدِ في هاتين الذروتين، والخلودِ إلى الراحةِ في أوقاتِ انخفاضِ مستوى النشاطِ البشريِّ، لذلك قَالَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللُّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا".
إنّ هذه الساعةَ البيولوجيةَ تشعِرُ الأجهزةَ، والأعضاءَ، والنُّسُجَ، والخلايا، والغُدَدَ أنّ الوقتَ وقتُ نهارٍ، فافْعَلِي كذا وكذا، وامتنِعِي عن كذا وكذا، ثم تُشعِرُ هذه الخلايا التي هي الساعةُ البيولوجيةُ الأعضاءَ، والأجهزةَ، والنُّسُجَ، والغددَ، والخلايا أنّ الوقتَ وقتُ ليلٍ، فافْعَلِي كذا وكذا، فما تفعله في النهارِ لنْ تستطيعَ أنْ تفعلَه في الليلِ.

نام کتاب : موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة نویسنده : النابلسي، محمد راتب    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست