نام کتاب : مباحث في علوم القرآن نویسنده : القطان، مناع بن خليل جلد : 1 صفحه : 97
وقال القاضي أبو بكر بن العربي: "ارتباط آي القرآن بعضها ببعض، حتى تكون كالكلمة الواحدة، متسقة المعاني، منتظمة المباني، علم عظيم".
ومعرفة المناسبات والربط بين الآيات ليست أمرًا توقيفيًّا، ولكنها تعتمد على اجتهاد المفسر ومبلغ تذوقه لإعجاز القرآن وأسراره البلاغية وأوجه بيانه الفريد، فإذا كانت المناسبة دقيقة المعنى، منسجمة مع السياق، متفقة مع الأصول اللغوية في علوم العربية، كانت مقبولة لطيفة.
ولا يعني هذا أن يلتمس المفسر لكل آية مناسبة، فإن القرآن الكريم نزل مُنَجَّمًا حسب الوقائع والأحداث، وقد يدرك المفسر ارتباط آياته وقد لا يدركها، فلا ينبغي أن يعتسف المناسبة اعتسافًا، وإلا كانت تكلفًا ممقوتًا، قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام[1]: "المناسبة علم حسن، ولكن يُشترط في حسن ارتباط الكلام أن يقع في أمر متحد مرتبط أوله بآخره: فإن وقع على أسباب مختلفة لم يُشترط فيه ارتباط أحدهما بالآخر" ثم قال: "ومن ربط بين ذلك فهو متكلف بما لا يقدر عليه إلا برباط ركيك يصان عنه حسن الحديث فضلًا عن أحسنه، فإن القرآن نزل في نيف وعشرين سنة في أحكام مختلفة، ولأسباب مختلفة، وما كان كذلك لا يتأتى ربط بعضه ببعض".
وقد عُنِيَ بعض المفسرين ببيان المناسبة بين الجمل، أو بين الآيات، أو بين السور[2] واستنبطوا وجوه ارتباط دقيقة.
فالجملة قد تكون تأكيدًا لما قبلها، أوبيانًا، أو تفسيرًا، أو اعتراضًا تذييليًّا - ولهذا أمثلته الكثيرة. [1] هو عبد العزيز بن عبد السلام المشهور بالعز، كان عالمًا مجاهدًا ورعًا، توفي سنة 660 هجرية. [2] وجه الارتباط بين السور مبني على أن ترتيب السور توقيفي، وقد اختلف العلماء في ذلك كما سيأتي.
نام کتاب : مباحث في علوم القرآن نویسنده : القطان، مناع بن خليل جلد : 1 صفحه : 97