responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مباحث في علوم القرآن نویسنده : صبحي الصالح    جلد : 1  صفحه : 106
خثعم، وكلمة "الودق" بمعنى المطر بلغة جرهم[1]. وقد استبعد ابن عبد البر[2]، أن يكون معنى سبعة أحرف سبع لغات، "لأنه لو كان كذلك لم ينكر القوم بعضهم على بعض في أول الأمر, لأن ذلك من لغته التي طبع عليها.
وأيضا فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي, وقد اختلفت قراءتهما، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته3" وقد يدافع عن ذلك بإرادة الكثرة في عدد السبعة، ولكننا بينا ضعف هذا الرأي في مقام كهذا لا بد أن يكون فيه للعدد مفهوم.
وهذه الآراء السابقة كلها -على ضعفها- لا نستغرب ذكر العلماء لها بين تلك المجموعة من الأقوال الشارحة للأحرف السبعة، ولكننا لا نستغرب وحسب بل نستنكر استنكارًا شديدًا جنوح بعض العلماء إلى مفهومات سقيمة ما أنزل الله بها من سلطان, يظنون أنهم يفسرون بها الحديث تفسيرا باطنيا عميقا، ويرون في الأحرف السبعة ما لا يراه الناس. من ذلك أن المراد بهذه الأحرف سبعة علوم: علم الإنشاء والإيجاد، وعلم التوحيد والتنزيه، وعلم صفات الذات وعلم صفات الفعل، وعلم صفات العفو والعذاب, وعلم الحشر والحساب, وعلم النبوات4". ومن ذلك أن المراد سبعة أشياء: "المطلق والمقيد، والعام والخاص، والنص والمؤول, والناسخ والمنسوخ, والمجمل والمفسر, والاستثناء وأقسامه"[5].
وقد بلغت الجراءة ببعضهم حد الاستشهاد بحديث ضعيف على رأيهم الباطل في هذه الأحرف السبعة، فرفعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم حديثا رواه ابن مسعود قال:

[1] الإتقان 1/ 230 ومن أراد أمثلة أخرى فلينظر الإتقان 1/ 227-231 "النوع لسابع والثلاثون فيما وقع فيه بغير لغة الحجاز".
[2] هو يوسف بن عبد الله بن عبد الصمد بن عبد البر النمري القرطبي، صاحب كتاب الاستيعاب توفي سنة 463 "شذرات الذهب 3/ 314".
3 البرهان 1/ 219 وانظر فيما يتعلق بالاستدلال بقرشية عمر وهشام "الإتقان 1/ 82".
4 الإتقان 1/ 83. والزركشي في "البرهان1/ 224-225" يذكر هذه العلوم السبعة مع الشواهد القرآنية عليها، لكننا اكتفينا بعبارة الإتقان طلبا للاختصار.
[5] البرهان 1/ 225.
نام کتاب : مباحث في علوم القرآن نویسنده : صبحي الصالح    جلد : 1  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست