نام کتاب : مباحث في التفسير الموضوعي نویسنده : مصطفى مسلم جلد : 1 صفحه : 209
سخر جانب من آله الكون لصيانة الفتية وكهفهم فالشمس قد شغلت بهم عن الدنيا كلها وكأن مدار فلكها حول هذا الكهف وحده، فكأنها حانية عليهم ترعاهم في الصباح والمساء {إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ} .
أما موقفهم، {وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْه} فمتسع من داخل الكهف، وفي ذلك عون على حفظ أجسادهم على حالة صحية بعيدة عن العفونة والرطوبة. إنها آيات ربانية عظيمة تحيط بهؤلاء الفتية الكرام على الله وتهيئ لهم الأسباب وتسخر لهم السنن الكونية {ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا} .
ولقد توجت هذه الآيات العظيمة بآية أعظم وهي إضفاء الحماية المعنوية عليهم بإلقاء الرعب في قلب كل من اطلع عليهم أو حاول الاقتراب منهم {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} .
- ولم تحدثنا الآيات الكريمة عن الوقت الذي قضوه في الكهف قبل نومهم.
- ولا عن تصرفاتهم التي قاموا بها، والتدابير التي فكروا فيها، هل يعودون إلى قومهم ليبينوا لهم الطريق، أو يضربوا في الأرض فرارًا بدينهم.
- وهل كان معهم كتاب يدرسون فيه ويتعلمون أمور دينهم، فقد ذهب بعض المفسرين إلى أن المقصود بالرقيم: الكتاب الذي كانوا يحملونه معهم للمدارسة {كِتَابٌ مَرْقُوم} ، وقال آخرون: إنه اللوح الذي وضع على بابهم فيما بعد.
ولا بد أن طعامهم الذي حملوه معهم قد نفذ قبل نومهم، لذا لم يستغربوا أن لم يكن معهم زاد.
وفجأة تدب الحركة في المشهد الثالث.
{وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا
نام کتاب : مباحث في التفسير الموضوعي نویسنده : مصطفى مسلم جلد : 1 صفحه : 209