نام کتاب : مباحث في التفسير الموضوعي نویسنده : مصطفى مسلم جلد : 1 صفحه : 137
المائية والهواء للحيوانات الطائرة[1]، وأنه لو اختل شيء من هذه الخلقة أو البنية لاختل وجود المخلوقات التي ههنا، علم على القطع أنه ليس يمكن أن تكون هذه الموافقة التي في جميع أجزاء العالم للإنسان والحيوان والبنات بالاتفاق، بل ذلك من قاصد قصده ومريد أراده، وهو الله عز وجل. وعلم الله على القطع أن العالم مصنوع.
في مجال الإنسان والنفس الإنسانية:
- والعناية الإلهية في مجال الإنسان لا يحيط بها عد ولا تدخل تحت الحصر، فإن الشكل الظاهري والجمال والتناسق في أعضائه لا يضاهيه جمال. {لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4] .
- وملكة البيان التي يستطيع بواسطتها التعبير عما يريد وما يختلج في نفسه من معان وعواطف ومشاعر، ميزة فريدة للإنسان من بين سائر المخلوقات. {الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْأِنْسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن: [1]-4] .
- وطاقاته وقدراته العقلية والنفسية والروحية لأخذ المواقف المتعددة تجاه الحادث الواحد وتساميه في عواطفه وأشواقه الروحية وخضوعه وتضرعه، أو طغيانه وجبروته، كل ذلك من مزايا هذا الإنسان وقدراته التي أودعها الله سبحانه وتعالى فيها: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان: 3] .
- وجعل له زوجًا يسكن إليها ملأ فراغ نفسه بالبنين والبنات والأحفاد الذين يرى في وجودهم استمرارًا لحياته وتجديدًا لشبابه. [1] لقد قام في العصر الحديث علم خاص للإفادة من تصميم المخلوقات وطريقة عملها، للقياس عليها في الصناعات. فالطائرات مستمدة من شكل الطيور وطريقة طيرانها {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} [الملك: 19] . والغواصة مستمدة من شكل الحيتان، والرادار من شكل الوطواط، والكاميرا من العين، وهيكل الماكنات من طريقة عمل جسم الإنسان الميكانيكية، والكمبيوتر من الدماغ إلا أن الصناعات الإنسانية بدائية جدًا.
نام کتاب : مباحث في التفسير الموضوعي نویسنده : مصطفى مسلم جلد : 1 صفحه : 137