سورة الجمعة
مدنية كلها (1)
5- {يَحْمِلُ أَسْفَارًا} أي كتبًا. واحدها: "سِفْر".
يريد: أن اليهود يحملون التوراة ولا يعملون بها؛ فمثلُهم كمثل حمَار يحمل كتبا من العلم: وهو لا يعقلُها [2] .
6- {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أي ادْعُوا على أنفسكم به.
وفي الحديث: "لو دَعَوْا على أنفُسِهم بالموت، لماتُوا جميعًا"؛ هذا أو نحوُه من الكلام [3] .
و"التَّمَنِّي": القول والتلاوة، والتخَرص بالكذب [4] وليس يعرف عوامُّ الناس منه إلا الوَدَادة [5] .
9- {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} بادروا بالنية والجد. ولم يُرد العَدْو، ولا الإسراعَ في المشي [6] .
(1) بالإجماع على الصحيح. وقيل: مكية. وهو خطأ: لأن أمر اليهود وانفضاض الناس في يوم الجمعة، لم يكن إلا بالمدينة. كما قال في البحر 8/266. وانظر القرطبي 18/91، والفخر 8/148، والدر 6/215، والشوكاني 5/218. [2] كما في الطبري 28/63، والقرطبي 18/64. وانظر الفخر 8/150، والمشكل 378. [3] أي روي هذا اللفظ أو نحوه. فابن قتيبة شاك في اللفظ. والحديث بمعناه في القرطبي 18/96. [4] عبارة الأصل: "واهجرهن كذب"!! والقرطين: "والتخرص للكذب". وأصلها ما أثبتنا. فراجع اللسان 8/186 و 20/164، وما تقدم ص 55. [5] انظر اللسان 4/468. [6] كما هو رأي الحسن وغيره. على ما في القرطبي 18/101، والطبري 28/65-66، والفخر 28/152، والبحر 8/268، والدر 6/219. وهو الذي اختاره الشافعي في أحكامه 1/93 وأيده. وفسره في المشكل 390 بالمشي. وهو رأي مذكور في الفخر والقرطبي.