وكتابنا هذا مستنبط من كتب المفسرين، وكتب أصحاب اللغة العالمين. لم نخرج فيه عن مذاهبهم، ولا تكلَّفنا في شيء منه بآرائنا غيرَ معانيهم، بعد اختيارنا في الحرف أَوْلَى الأقاويلِ في اللغة، وأشْبَهَهَا بقصةِ الآية.
ونَبَذْنَا مُنكَرَ التأويل، ومَنحولَ التفسير. فقد نَحَلَ قومٌ ابنَ عباس، أنه قال في قول الله جل وعز: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [1] إنها غُوِّرتْ؛ من قول الناس بالفارسية: كُورْ بِكِرد [2] .
وقال آخر في قوله: {عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلا} [3] أراد سَلْني سبيلا إليها يا محمدُ.
وقال الآخر في قوله: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} [4] إن الويل: وادٍ في جهنمَ.
وقال الآخر في قوله: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [5] إن الإبل: السحابُ. [1] سورة التكوير 1. [2] في اللسان 6/472 - 473 "كورْ بِكِرْ" وانظر الدر المنثور 6/318، والبحر المحيط 8/431، والإتقان 1/238، والمعرب للجواليقي 287. [3] سورة الإنسان 18. [4] سورة المطففين 1. [5] سورة الغاشية 17، وفي اللسان 13/5 "قال أبو عمرو بن العلاء: من قرأها (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت) بالتخفيف، يعني به البعير؛ لأنه من ذوات الأربع يبرك فيحمل عليه الحمولة، وغيره من ذوات الأربع لا يحمل عليه إلا وهو قائم. ومن قرأها بالتثقيل، قال: الإبل: السحاب التي تحمل الماء للمطر" وانظر البحر المحيط 8/464 والكشاف 4/207.